يبقى سكان التجمعات الريفية في منطقة الشايفة، التابعة لبلدية القديد في الجلفة، يصارعون متاعب كبيرة مع ندرة المياه وانعدام المسالك والطرقات والكهرباء الريفية، وغيرها من المشاكل التي يطالبون بحلها حتى يتمكنوا من الإستقرار في أراضيهم وتعميرها. تقع منطقة الشايفة ببلدية القديد في الجنوب الغربي من الولاية، وهي إحدى أكبر التجمعات الريفية سواء من حيث المساحة التي تقارب 20 ألف هكتار، أو من حيث السكان الذين تجاوز تعدادهم 1200 نسمة في مجموعات أسرية تتوزع على عدة مناطق، منها فيض القفول، الحرشة، الضرورية، الفرشة، أو من حيث الثروة الحيوانية التي تصل إلى 20 ألف رأس من الماشية، احترف سكانها منذ القديم مهنة الرعي وإنتاج الحبوب. وإذا كانت سنوات السبعينيات والثمانينيات قد مرت على السكان بردا وسلاما، فإن سنوات التسعينيات وما بعدها كانت بداية لمتاعب كبيرة؛ أولها عشرية حمراء ذاقوا فيها ويلات الخوف والإرهاب، جعلت الكثيرين منهم يفرون إلى المدن والبلديات المجاورة مثل القديد والإدريسية. وحين هدأت الأوضاع عاد السكان إلى مناطق تجمعاتهم لتبدأ معاناتهم مع مشاكل أخرى أهمها ندرة الماء؛ حيث لم تعد الآبار القديمة تكفي حاجات الأسر المتزايدة والثروة الحيوانية المتكاثرة، فضلا على تباعد هذه الآبار وتراجع منسوب المياه بها. وأصبح مفروضا على كل أسرة التنقل عبر الجرارات إلى داخل المدن، خاصة مدينة الإدريسية على بعد 15 كلم، لملء الصهاريج بألف دينار أحيانا، وفي كنف تلك الوضعية يضطر الكثير من السكان - كما حدثنا بعضهم - إلى التقشف في استعمال الماء. ولا تقل أهمية الطرقات والمسالك بين تجمعاتها ومناطقها عن أهمية الماء، فمناطقها منعزلة عن بعضها وغير موصولة ببعض الآبار والأجباب القديمة، ما يجعلهم يستعملون الدواب للتنقل. أما الكهرباء الريفية فهو مصطلح يسمع عنه سكانها، رغم توفر بعض السكنات الريفية ومحاولات الاستصلاح. من جهة أخرى فإن غياب مدرسة ابتدائية جعل أرباب العائلات يحرمون أبنائهم من التمدرس ويفضلون تعليمهم الرعي منذ صغرهم إناثا وذكورا، أو إرسالهم إلى أقاربهم في المناطق المجاورة. وإضافة إلى ذلك فإن الغطاء النباتي المتمثل في نبات الحلفاء الذي كانت تتميز به منطقة الشايفة تقلص هو الآخر، أمام زحف الرمال على مئات الهكتارات. وأمام هذه المشاكل الجمة يناشد السكان مختلف السلطات لشق الطرقات، حفر الآبار، توفير الكهرباء الريفية، وبناء المدارس وقاعات العلاج لتشجيعهم على الإستقرار. .. وتدهور شبكة الطرقات ببلدية الشارف يثير سخط السكان تشهد شبكة الطرقات ببلدية الشارف، في الجلفة تدهورا كبيرا، حيث أصبحت تشكل عائقا أمام حركة السيارات خاصة في فصل الشتاء، أين تتحول العديد من الأماكن إلى برك مائية بسبب اهتراء الطرقات التي يعتبرها المواطن إجحافا في حقه. وما يزيد الطين بلة كثرة المنعرجات الخطيرة، نتيجة غياب دراسة تقنية أثناء إنجاز الطريق الذي كثيرا ما أودى بالعديد من الضحايا بسبب كثرة حوادث المرور، ناهيك عن الإنتشار الكبير للحفر وانعدام التهيئة. ورغم تأكيد العديد من المسؤولين حول برمجة العديد من البرامج التنموية، كتهيئة الطرقات بالمنطقة وشوارعها، فإنها تبقى مجرد وعود.