أفرزت نتائج التحاليل التي قامت بها مديرية الري لولاية تلمسان بعد الكارثة التي مست وادي تافنة الذي تصب مياهه في سد بني بحدل، وعرفت هلاك حوالي 70 طنا من الأسماك في ظرف ثلاثة أيام، أن السبب يتمثل في وجود مواد المغنيزيوم والألمنيوم والفوسفات. ويعد سد بني بحدل ثاني سد بالولاية بعد سد حمام بوغرارة. كما تسببت في هلاك عدد من رؤوس الماشية والأبقار والنحل وحتى الحيوانات البرية كالخنازير، ليتبين فيما بعد أن هذه الزيوت والفضلات الصناعية مصدرها مصنع النسيج بسبدو، حيث قام هذا الأخير بتنظيف شوائب الإنتاج بعد العطلة التي أخدها العمال في شهر رمضان، وجهت إلى وادي تافنة بدلا من رميها في المحطة التابعة لها، وبما أن العناصر المكونة لهذه الزيوت تفوق مقاييسها ما هو معمول به، حدث ما لم يكن في الحسبان. هذا التصريح أكدته مصادر رسمية من مديرية الري بتلمسان، خلق ضجة وسط الرأي العام كون مياه وادي تافنة في ممره على سبدو تصب مباشرة في سد بني بحدل، الذي لم يتأثر بهلاك أطنان الأسماك فحسب، وإنما يعد ممون القطاع الفلاحي لكل من تلمسان وعين تموشنت، حيث تسقي منه المستثمرات الفلاحية لهاتين الولايتين. وفي سياق متصل، قامت مديرية الري بتحذير الفلاحين الذين يسقون محاصيلهم من مياه السد، من استعمالها خوفا من التسممات التي يمكن أن تحصل. ومن جهتها قامت مديرية الصيد البحري بتلمسان بتحليل عينة من مياه سد بني بحدل ووادي تافنة، سيتم الكشف عن نتائجها خلال الأسبوعين المقبلين، إضافة إلى اقتطاع عينة من الأسماك والحيوانات الميتة لتأكيد تحقيقها وكشف لتسير على نهج قرينتها مديرية الري التي وضعت مصنع النسيج بسبدو في قفص الاتهام، مطالبة إياه بتعويض كل الخسائر الكمية والنوعية وتحديد آجال هذه التعويضات، كما هددت المديرية إدارة المصنع باللجوء إلى العدالة.