أعلن كمال الدين فخار، رئيس المكتب الولائي لحزب جبهة القوى الاشتراكية بولاية غرداية، عن استقالته من الحزب رفقة أغلب مناضلي الحزب الذين يملكون بطاقات الانخراط في جبهة القوى الاشتراكية بذات الولاية، لأسباب أرجعها لطريقة تسيير الحزب من طرف السكرتير الأول، الذي اتهمه بخيانة مناضلي غرداية. وقال كمال الدين فخار، في رسالة مطولة حملت عنوان “ هل تفوق النظام على الجميع؟”، إن السكرتير الأول للحزب، كريم طابو، قد حول الجبهة إلى مجرد منبر لسب وشتم النظام في اللقاءات والملتقيات، عوض أن يتوجه إلى مشاكل المواطن اليومية وأزماته، خاصة بعد الانتخابات المحلية الماضية، وهو ما أفقد الحزب مكانته على الساحة السياسية الوطنية. وتضمنت الرسالة اتهاما صريحا لكريم طابو بأنه خان الحزب ومناضلي غرداية، حين قال فيها “الخيانة صعبة وطعمها مر، فما بالك عندما تكون من المسؤول”، وذلك على خلفية الاعتداءات التي طالت مناضلي غرداية شهر أوت الماضي، حيث اتهمته الرسالة بالتخاذل وعدم الوقوف مع المناضلين الذين اعتدي عليهم، بل وكال التهم لتلطيخ سمعتهم وتشويهها وتوجيهه رسالة إلى مصالح الأمن يعلمهم فيها بحل فدرالية غرداية، حتى لا يقدموا شكوى لدى الشرطة. واتهم فخار في رسالته كريم طابو بالتسبب في هجرة المناضلين من الحزب ومغادرتهم له بصفة جماعية بسبب طريقته الأحادية في تسيير الحزب، والاتهامات التي وجهت إليه، من خلال تحويل الحزب إلى ملكية خاصة، وذهب الى حد اتهامه بتجنيده سريا من طرف النظام لتحطيم الحزب من الداخل، وتعطيل فدراليات عدة ولايات كالعاصمة، بومرداس وتيزي وزو، وهذا رغم أن الأفافاس والسكرتير الأول يقفان موقف المعارض لتوجهات السلطة الحالية في قضايا معينة. وأصر فخار على أن طابو كلف بمهمة من طرف دوائر في السلطة مفادها تحطيم فدرالية الحزب بولاية غرداية بعد أن لمست في الفدرالية تعنتا وإصرارا كبيرين على كشف وفضح التجاوزات الحاصلة بهذه الولاية، وفي عدة ملفات ثقيلة وحساسة. وصفت رسالة فخار تصرفات كريم طابو بالشاذة والميكيافلية والستالينية، سيما ما تعلق بصمته الرهيب خلال أحداث بريان، حيث لم يحرك السكرتير الأول ساكنا، بل وقام بالقضاء نهائيا على فرع الحزب ببلدية بريان بعد مقتل رئيسها عمر كروشي وعملية التخريب التي طالت مقر المكتب البلدي، حسب نص الرسالة دائما. واتهمت الرسالة كريم طابو أيضا بالوقوف وراء القطب المعارض الذي عرفه مكتب الحزب بغردالية، مشيرا إلى أن طابو استغل طلب المسؤول الفدرالي تحويل منتخبين محليين على اللجنة الوطنية للوساطة وفض النزاعات بعد خروجهما عن الخط السياسي للحزب، حيث وعوض اتخاذ إجراءات انضباطية ضدهما استغل الفرصة لبعث قطب مواز بزعامة نفس المنتخبين، كما أن طابو استغل مراسلة ادعى أنها من طرف رئيس الحزب، حسين آيت أحمد، من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن ممن يكنون الكره لمناضلي ولاية غرداية.