أقدم، أمس، أعضاء المجلس الوطني لحزب القوى الاشتراكية، الممثلون لفدرالية غرداية وأغلبية المنتخبين وأعضاء المجلس الفدرالي والغالبية العظمى من مناضلي فدرالية غرداية ذوي بطاقات الانخراط، على الاستقالة الجماعية من حزب أيت أحمد الذي وصفوه ب ''نسخة كريم''· انتهت، أمس، سلسلة الصراع التي عاشها مناضلو الأفافاس بولاية غرداية مع السكرتير الأول لحزب القوى الاشتراكية كريم طابو، منذ فترة طويلة، بانسحاب عضوين من أصل ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني لولاية غرداية، إلى جانب الأمين الفدرالي الأول وكل أعضاء المكتب الفدرالي وأمناء الفروع البلدية بكل الولاية، إلى جانب ما يزيد عن 200 عضو من القاعدة النضالية للحزب بغرداية· وأكدت رسالة الانسحاب التي حررها المناضلون، وتسلمت ''الجزائر نيوز'' نسخة منها، أن قرار الانسحاب من الأفافاس ''نسخة طابو''، كما وصفوه في الرسالة، جاء بعد أن باءت كل محاولاتهم في التوصل إلى أرضية اتفاق مع السكرتير الأول، الذي أكدوا في رسالتهم إصراره على ''التسيير الأحادي'' للحزب والتأثير الكبير على اتجاهه ونشاطه· وتقول الرسالة ''منذ حوالي ثلاث سنوات، خاصة بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، ظهرت وطفت إلى السطح معطيات جديدة، فالحزب بدأ يفقد مكانته المرموقة على الساحة السياسية الوطنية ولم يبق له من نشاط ميداني يذكر، حيث صار الغياب التام لأي دور أو مبادرة من الأفافاس لإيجاد حل للمشاكل اليومية للمواطن والأزمات الخانقة التي تعصف بالوطن''، مضيفين أن كل ما يقوم به السكرتير الأول، بات لا علاقة له بالعمل النضالي السياسي أو الاجتماعي، في ظل الانحراف عن المبادئ الأساسية لحزبهم وغياب أية خطة جديدة ''ردة الفعل الوحيدة -التي صارت برنامج الحزب- هي الاكتفاء بسب وشتم النظام في اللقاءات والندوات الصحافية''· ولهذه الأسباب وأخرى من المشاكل الكثيرة التي يشهدها الحزب التي أدت إلى ''هجرة ومغادرة جماعية لإطاراته وازداد عدد المنشقين والمتذمرين''، حسب الرسالة، اتفق مناضلو الأفافاس بغرداية ''وبعد دراسة متأنية لمختلف ردود الأفعال بعد الرسالة المفتوحة لرئيس الحزب من المناضلين والمتعاطفين وإطارات الحزب وخاصة المسؤولين عليه، وبعد مشاورات واسعة ومناقشات عميقة ومطولة''، حسبهم، اتفقوا على الانسحاب· وفي اتصال ''الجزائر نيوز'' مع الدكتور كمال الدين فخار، مناضل الأفافاس بغرداية وعضو لجنة الأخلاقيات وعضو المجلس الوطني، أكد أن هذا القرار الجماعي جاء بعد أن قام المناضلون بعدة محاولات للاتصال برئيس الحزب في ظل الظروف السيئة والمعاناة التي يعانونها، حيث يقول ''أرسلت شخصيا، تقريرا مفصلا لرئيس الحزب بتاريخ 13 أوت 2010 عن طريق رئيس لجنة الأخلاقيات محند أمقران شريفي، الذي أكد أنه أوصلها''، هذا وأضاف الدكتور فخار أنهم لم يتلقوا أي رد، وهو ما دفعهم للمحاولة مجددا، عن طريق الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى حسين أيت أحمد منذ فترة وجيزة عبر الإعلام، التي أكد أنه لم يتلق أيضا أي رد بخصوصها· وفي إجابته ل ''الجزائر نيوز'' حول المقصود بالانسحاب من الأفافاس ''نسخة طابو''، أكد فخار أن السبب الأساسي في الانسحاب هو تصرفات السكرتير الأول التي يرفضها الجميع، وأنه في حال وجود تغييرات سيكون لكل مقام مقال، مؤكدا أن الأعضاء المنسحبين من الأفافاس لن يكفوا عن ''مواصلة النضال الميداني مع جميع المخلصين من أبناء الوطن بالوسائل السلمية التي نراها مناسبة''· وبخصوص مقر الحزب وما إذا كان المنسحبون سيخلونه لصالح الحزب، أكد فخار أن المقر الذي يتواجد فيه المكتب الفدرالي بولاية غرداية هو في الأصل ملك لأحد الأعضاء المنسحبين·