قال وزير السكن والعمران، نور الدين موسى، على هامش اللقاء الوطني لمراجعة القواعد الجزائرية لمقاومة الزلزال، إن هذه الأخيرة تم اعتمادها بعد الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة الشلف سنة 1980، منذ ثلاثين سنة، ما يعني أن هذه القواعد لم تكن لتقلل من الخسائر التي تكبدتها الجزائر طيلة هذه المدة، بسبب أن البنايات التي تعرضت للهدم بنيت قبل اعتماد هذه القواعد. ذكر الوزير أن زلازل عين تيموشنت، سطيف، بومرداس، بجاية والمسيلة لم تكن لتجتنب تلك الخسائر التي تكبدتها، والتي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، بسبب أن جل البنايات التي تعرضت للهدم عن آخرها لم تكن مشمولة بالمخطط الجزائري لمقاومة الزلازل، حيث تم بناء جل تلك السكنات في سنوات السبعينيات، مشيرا في ذات السياق إلى أن البنايات القديمة من عهد الاستعمار في الجزائر هي أكثر صلابة ومقاومة للزلازل بشهادة العارفين بالمجال الذين أثبتوا أن الخرسانة الجيدة تشتد صلابة مع مرور الزمن، والدليل على ذلك عدم تضرر تلك البنايات التي قال الوزير بشأنها إنه تكفي عملية صيانتها وإعادة تهيئتها من حين لآخر حتى تحافظ على وجودها. من جانب آخر، أكد الوزير أنه مادام المخطط الجزائري لمقاومة الزلازل موجود، فإن هيئته لن تتساهل أبدا في عمليات البناء، داعيا الخواص إلى احترام القواعد الجديدة في المجال وتحمل المسؤولية كاملة، مشيرا إلى أن هيئته لن تمنح أبدا إجازة البناء دون التثبت من أن صاحب البناء تقيد بالقواعد التي يتضمنها مضاد الزلزال الجزائري، وهذا بالاستنجاد بمكتب دراسات متمكن من الجانب الهندسي، وكذا المراقبة التقنية التي تقوم بها الهيئات المختصة في هذا الجانب. من جهة أخرى، أكد الوزير أن الجزائر متفتحة على العالم وعلى الخبرات الأجنبية في مجال مكافحة الزلازل، خاصة الخبرتين اليابانية والأمريكية، حيث تعمل الجزائر على الاستفادة منها في مشاريعها السكنية مستقبلا، حيث قال الوزير” كل الخطوات التي تخطوها الجزائر في مجال مكافحة الزلازل، سائرة في طريق الشراكة مع الأجانب بهدف اكتساب الخبرة اللازمة من خلال التجارب التي عرفها الشركاء طوروا من خلالها الطرق المقاومة لزلزال، ونحن اليوم نعمل بصورة خاصة مع اليابان، وأمريكا التي يقوم مختصون منها بإنشاء مخبر خاص بالعاصمة في منطقة السبالة”.