أشرف وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى أول أمس بقاعة المحاضرات لجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف على إفتتاح اللقاء الجهوي الثالث لمراجعة القواعد الجزائرية لمقاومة الزلازل وهذا بحضور عدد كبير من الإطارات الجامعية والخبراء والمختصين في مجال البناء والتعمير. وفي هذا السياق صرح ذات المسؤول أن هذا اللقاء يندرج ضمن الإستشارة الموسعة التي إرتأت وزارة السكن والعمران المبادرة بها حتى تمكن المحترفين في هذا المجال بإبداء آرائهم وإرساء القواعد الخاصة لمقاومة الزلازل وهذا في إطار السياسة المنتهجة للتقليص من خواطر الكوارث مضيفا على أن هذا الإجتماع يعد الثالث من نوعه على مستوى الوطن إذ أنه سبق وأن تم تنظيم اللقاء الأول بولاية بومرداس وهذا بتاريخ 19 ماي 1910 تخليدا للذكرى الأليمة لزلزال 21 ماي 2003 الذي ضرب ولايتي بومرداس والجزائر وهذا اللقاء حضره أكثر من 400 خبير ومختص وقد أسفر عن إصدار أكثر من 30 توصية. أما اللقاء الثاني فقد تم تنظيمه بولاية عنابة بتاريخ 30 ماي من هذه السنة وحضره أكثر من 300 خبير ونتج عنه 70 توصية وهذا اللقاء يعد همزة وصل بين التفكير العلمي والتطبيق الهندسي بهدف حماية المباني والمنشآت من أخطار الزلزال. وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى أكد على ضرورة إعداد القواعد الجزائرية لمقاومة الزلزال نصت عليها السلطات العمومية لتكون القاعدة الأولية للوقاية من أخطار الزلازل التي ظهرت بعد الزلزال الذي ضرب ولاية الشلف (الأصنام سابقا) بتاريخ 10 أكتوبر 1980 والذي ستحيي الجزائر قريبا ذكراه الثلاثين مؤكدا على أن القواعد تتمثل في بناء إنجازات مضادة للزلزال مع إحترام الشروط والمعايير الأخرى في البناء وعلى حسب تجربة الجزائر في مجال الزلازل فإنه الى حد الساعة تم إعداد 5 قواعد جزائرية لمقاومة الزلزال إنطلاقا من (1981،1983، 1988، 1999 و2003). ومن أجل مراجعة الوثيقة التقنية التنظيمية السارية المفعول والمتعلقة بالقواعد الجزائرية المقاومة للزلازل تم إتباع المنهجية المناسبة التي ترتكز أساسا على مزج بين نتائج الدراسات والأبحاث التي تم القيام بها خلال العشرية الأخيرة، وهذا بتاريخ إصدار الصيغة الأخيرة من القواعد الجزائرية المقاومة للزلازل لسنة 1999 الى غاية هذه السنة والتي تضاف إليها كل الإقتراحات البناءة والردود الإيجابية لمختلف المشاكل والتساؤلات المطروحة خلال تطبيقها من طرف العديد من المستعملين خلال السنوات العشرة الأخيرة. المسؤول الأول على قطاع السكن والتعمير أكد أيضا خلال إفتتاحه للقاء الجهوي الثالث على الدروس المستخلصة من زلزال بومرداس لم تؤخذ بعين الاعتبار بصفة شاملة وملائمة نظرا للطابع الاستعجالي لمراجعة سنة 2003 ولهذا فالقائمون على العملية وجدوا أنفسهم أمام مشاكل وتساؤلات خاصة في ظل تعقيد بعض المنشآت أو تكنولوجيات البناء لأن الجزائر ليست بمنأى عن الزلازل فقد أعدت الوزارة سلسلة من الدراسات وعددها 26 تشمل 14 ولاية في شمال البلاد وهذا تحت عنوان البرنامج 2005 و2009 وتتمحور هذه الدراسات أساسا حول إعداد أدوات التعمير أو المخططات التوجيهية للتهيئة والتعمير ومخططات شغل الأراضي التي تعد الوسيلة الوقائية ضد الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل وكذا الدراسات الزلزالية الدقيقة لتحديد المناطق التي يحتمل أن تكون معرضة لأخطار الجيولوجية كإنزلاق التربة والإنشقاق وغيرها. ومن جهة أخرى فقد أضاف وزير السكن أنه حاليا تم الإنتهاء من إنجاز 12 دراسة و14 منها قيد الإعداد كما تقرر تسجيل 25 دراسة خلال برنامج الخماسي القادم (2010 و2014) وقد خص المخطط الجديد لهذه السنة الدراسات التقنية وهشاشة المنشآت الإستراتيجية بوهران بصفة عامة وأرزيو. وفي ذات السياق أوضح وزير السكن والعمران على أن هذه اللقاءات الثلاثة سوف يتم إختتامها بلقاء وطني المزمع تنظيمه في شهر أكتوبر المقبل بالجزائر العاصمة وهذا تزامنا مع إحياء الذكرى الثلاثون للحدث الأليم المأساوي لزلزال 10 أكتوبر 1980 الذي خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل وخسارة مادية تقدر بثلاثة ملايير دولار أمريكي، وبعد اللقاء الوطني سيشارك الفاعلين الأساسيين والتقنيين ورجال الإقتصاد والمؤسسات والجامعيين لإعداد مشروع الوثيقة التقنية التنظيمية ستكون ملمة لجميع الاقتراحات.