توقف أطباء وممرضو مستشفى ابن رشد أمس عن العمل تنديدا بحالة اللاأمن التي صار يعيشها بين الفينة والأخرى هذا المستشفى، الذي أصبح، حسب ما أدلوا به، قبلة للمعتدين والمجرمين مطالبين خلال الوقفة الاحتجاجية التي أعقبت الأحداث التي عاشتها مصلحة الاستعجالات بضرورة تدخل السلطات المعنية لوضع حد لظواهر الاعتداء على الأطباء والممرضين والعمال، من خلال تنصيب مركز أمني يوفر الأمن للطاقم العامل بالمستشفى وكذا المرضى. جدير بالذكر أن امتناع أطباء مستشفى ابن رشد عن مزاولة مهامهم تسبب في تعطل فحوصات مئات المرضى الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التوجه إلى مستشفيات أخرى أو إلى العيادات الخاصة. وكانت استعجالات مستشفى ابن رشد، صبيحة أمس، مسرحا لمواجهة دامية اندلعت بين أشخاص وفدوا على المصلحة لتلقي العلاج، أسفرت عن جرح عشرة أشخاص، حيث وبمجرد إدخال شاب مصاب بطعنة خنجر في حدود الساعة الخامسة صباحا أمس، مرفوقا بعدد من الأشخاص، تبعهم آخرون في محاولة للاعتداء عليهم رفقة الشاب المصاب، ليتبين أن جميعهم كانوا قد دخلوا في مواجهات دامية بملهى ليلي كائن في منطقة راس الحمراء، أين أصيب أحدهم بطعنة خنجر ليتم نقله إلى استعجالات ابن رشد التي تحولت خلال سويعات إلى حلبة صراع بين الفريقين، والذين تسلحوا بالهراوات والسيوف، إضافة إلى قنابل مسيلة للدموع لتبدأ وقائع اعتداءات لم تستثن المرضى أو المواطنين الذين تواجدوا بقاعة الانتظار، بل وطالت حتى الأطباء المناوبين الذين أصيب بعضهم بجروح خطيرة قبل أن تتدخل عناصر الأمن الحضري التي تلقت اتصالا من إدارة المستشفى لنجدتهم، حيث قاموا بتطويق المكان للتمكن من توقيف المعتدين، ما مكن من استرجاع الهدوء، إلا أن غالبية المتسببين في الفوضى تمكنوا من الفرار فور رؤية العناصر الأمنية، مخلفين وراءهم عددا من الجرحى الذين تلقوا إصابات بالهراوات والسيوف، ناهيك عن تحطيم كلي لعتاد المصلحة والزجاج. وتجدر الإشارة إلى أن القائمين على استعجالات ابن رشد كانوا قد وجهوا في أكثر من مناسبة، نداءات متكررة للسلطات تطالب بإنشاء مركز أمني قار بالمستشفى لمواجهة مثل هذه الاعتداءات التي كثيرا ما تتكرر، ويكون المريض والطبيب على السواء في مقدمة الضحايا، حيث سبق وأن شهدت المصلحة المذكورة محاولات اقتحام غرفة العمليات قصد تنفيذ اعتداءات بالقتل في حق جرحى تعقبهم بعض المجرمين، إضافة إلى مناسبات عديدة تكون فيها استعجالات ابن رشد فضاء لاندلاع الاحتجاجات ضد الطاقم الطبي العامل بها.