كشف الأستاذ كمال بوزيد، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام السرطانية، أن استعمال الهرمونات في معالجة الأورام الخبيثة للبروستات لا غنى عنه، في الوقت الذي يخلّف العلاج بالأشعة والأدوية الكيميائية آثارا جانبية وفي هذا الإطار، ينصح الأستاذ بوزيد باستعمال الهرمونات التي تؤدي دورا حاسما في إيقاف نمو أنواع الأورام السرطانية، مشيرا إلى أن سرطان البروستات أكثر أنواع السرطان انتشارا بين الرجال، حيث أصبح يصيب عشرات آلاف الرجال بالجزائر سنويا. وقال بوزيد، على هامش مشاركته في أشغال الأيام الدولية السادسة حول طب السرطان، إن خطر الإصابة بهذا المرض يزيد مع تقدم السن، ما دفع الأطباء المختصين إلى طلب الكشف المبكر بعد بلوغ سن الخمسين، وحتى قبل ذلك إذا وجدت إصابات في العائلة، خاصة أن الكشف المبكر يمنح فرص أفضل للعلاج من سرطان البروستات. شرح نفس المختص، حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن المواد المنشطة للذكورة التي تنتجها الخصية تصبح قادرة على لعب دور في تطور سرطان البروستات، وتقوم المعالجة بالهرمونات بمنع الهرمونات الطبيعية من لعب دورها في تحفيز الخلايا السرطانية، وذلك أفضل من اللجوء لاستئصال الخصيتين، أو عن طريق الأدوية، وهو ما يسمح بتوفير فرص عديدة للعلاج. وحسب ذات المصدر، فإن التقدم الكبير المحقق في مجال التكفل الطبي بالسرطانات البولية، ومنها سرطان المثانة والبروستات، مكن من قطع خطوات معتبرة جدا، الأمر الذي زاد من نسبة البقاء على قيد الحياة إلى 5 سنوات في 50 بالمائة من الحالات المصابة. وأوضح البروفسور آلان لوغايوناش جربولي، في تدخله على هامش حفل افتتاح الأيام الدولية السادسة لعلم السرطان بقسنطينة، المخصصة هذه السنة لسرطانات المسالك البولية، أن المختصين في طب السرطان تمكنوا من رفع معدل الأمل في البقاء على قيد الحياة ما بين 10 إلى 15 بالمائة في ظرف 20 سنة، مؤكدا على أهمية “العلاج بالأشعة لسرطان العضو التناسلي للرجل والعلاج بالأشعة عن طريق الزرع الدائم للأعضاء لسرطان البروستات”، مشيرا إلى أن هذا العلاج يتميز بكونه محافظ بمعنى يمكن تطبيقه على العضو المصاب دون إصابة ذات العضو. من جانب آخر، أكد البروفسور جربولي أن معدل المثول إلى الشفاء للأشخاص المصابين بالسرطان يتراوح حسب مراحل وطبيعة المرض، موضحا أن السرطان الذي يتم الكشف عنه بسرعة يمكن الشفاء منه بنسبة تتراوح بين 80 و 90 بالمائة، يليه الذين هم في مرحلة متوسطة بنسبة 75 بالمائة من الأمل في الشفاء، والمرحلة ذات الخطورة العالية فهي بين 50 إلى 60 بالمائة. من جهة ثانية، أجمع مختصون آخرون في طب الأورام السرطانية في مداخلة مشتركة حول الخيارات الطبية المتاحة في ميدان سرطان الكلية “ميتاستاتيك”، على اعتبار أن التكفل بهذا النوع من الأورام حقق تقدما كبيرا منذ التجارب المستهدفة التي أجريت سنة 2004. ويعمل العلاج المستهدف لسرطان الكلية على تثبيت المرض على المدى المتوسط وحتى على المدى الطويل، كما أفاد المختصون الذين طمأنوا أن العيش مع السرطان أصبح اليوم ممكنا في ظل ظروف مقبولة. للإشارة فإن الأيام الدولية السادسة لطب الأورام السرطانية تنظم بقصر مالك حداد، بمبادرة من الجمعية الجزائرية لطب الأورام السرطانية، وجمعية المختصين في طب المسالك البولية بقسنطينة، وكلية الطب، والمستشفي الجامعي لقسنطينة، وكذا الجمعية العربية الطبية ضد السرطان.