لم يكن "ع. عبد الرحمن"، صاحب طاولة لبيع الخضر والفواكه بسوق باش جراح الفوضوي بالعاصمة، يدري بأن تحذيره لإحدى السيدات بمحاولة سرقتها من طرف شابين أمام طاولته، ومطالبتهما بعدم ارتكاب ذلك مع زبائنه، سيدخله برفقة ثلاثة أشخاص آخرين، بينهم شقيقين له في متاهات ويصبح متابعا قضائيا بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة الاشتراك في مشاجرة وقعت أثناءها أعمال عنف أدت إلى الوفاة وجنحة عدم الإبلاغ، والتماس النيابة العامة على مستوى جنايات قضاء العاصمة أحكاما تراوحت ما بين خمس سنوات سجنا نافذا والمؤبد. اعترف "ع. عبد الرحمن" بأنه في شهر أفريل 2009، حاول شخصان سرقة أغراض زبونته من حقيبتها، فنبهها للأمر، إلا أن "ق. مصطفى" الذي حاول إدخال يده في الحقيبة، لم يتقبل هذه الخرجة، ودخل في شجار مع "ع. عبد الرحمن"، وغادر بعدها السوق، حسب أقوال المتهم دائما، ليعود برفقة صديق له مجددا للتشاجر مع صاحب الطاولة، وعاود الرجوع في اليوم الموالي مع ثلاثة أشخاص وبحوزتهم أسلحة بيضاء أشهروها في وجه "ع. عبد الرحمن" الذي فرّ، حسبما صرح، إلى أقرب مسجد بالمنطقة، إلا أن "ق. مصطفى"، الضحية في القضية، لاحقه ودخل معه في شجار حاد بواسطة الخناجر، ما أدى إلى إصابة "ق. مصطفى" وتعرض عدة أشخاص لجروح بليغة بالمكان، تم نقلهم إلى مستشفى زميرلي بالحراش، أين لفظ "ق. مصطفى" أنفاسه هناك. وبفتح تحقيق في القضية، توصلت المصالح المختصة إلى أن المتهم الرئيسي هو "ع. عبد الرحمن" بمشاركة كل من شقيقيه "ع. كمال" و"ع. محمد" و"ف. محمد أمين"، الذين وجهت لهم التهم وأدينوا بالأحكام سالفة الذكر.