وزير الاتصال يريد أن يعتني بالأداء التلفزي! أمنية ينتظرها كل مواطن! لأن القنوات الخمس الموجودة حاليا تعشش فيها قلة المهنية. وأصبحت التلفزة الجزائرية مضرب المثل في الرداءة المهنية.. وتدرس برامجها بعض المعاهد العربية كنموذج للرداءة والرسالة الإعلامية التي لا تصل! وإذا كانت التلفزة الحالية بقنواتها الأربعة تبث الرداءة المقرفة فهل يمكن أن نطمع في تحسين الأحوال إذا تم فتح المجال الإعلامي السمعي البصري؟! لا أعتقد ذلك! وإذا حدث وفتح المجال السمعي البصري في ظل هذه الرداءة فقد يحدث لنا ألعن مما حدث ويحدث للشقيقة مصر.. حيث أصبحت قنواتها الفضائية تبث للعالم أخبار البرك المائية التي تفوح بالروائح الكريهة.. وأخبار مواسير المياه القذرة.. وأخبار الفساد المالي.. أي أن القنوات المصرية الفضائية الخاصة التي لا يحق لها أن تناقش المسائل السياسية العليا.. يحق لها فقط أن تناقش "تخت" المجتمع المصري وتنقله على الفضاء إلى العالم الخارجي في صورة مهنية مشينة لا يرضاها أحد لبلده! تدهور صورة مصر والمصريين في العالم تسبب فيها إلى حد كبير المحتوى الذي يبث على الفضائيات المصرية والذي يصور مصر رهينة بمزابلها وفي مواسيرها وفي محتاليها ونصابيها! نعم التلفزة الجزائرية تعد نموذجا للرداءة العالمية في الإعلام والمشاهد للتلفزة الجزائرية كأنه يشاهد تلفزة أوائل القرن الماضي.. ويستوي في ذلك المحتوى والشكل أيضا! لكن إذا تم فتح المجال السمعي البصري في ظل هذه الظروف وبهذه العقلية فقد نجد أنفسنا ننتج الروائع في الرداءة قد تنسينا روائع الرداءة التي أنجزناها في الصحافة المكتوبة وفي الأحزاب! لهذا فإن وزير الإعلام الذي يقال إنه يشير بأصبعه إلى التلفزة يكون قد وضع أصبعه على موطن الداء في الإعلام الوطني.. لكن هل بإمكانه أن يعالج هذ الداء؟! ذلك هو السؤال! نشر بتاريخ 3 أكتوبر 2010