قبل بضعة أيام من انطلاق فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، علمت ”الفجر” أن الكثير من دور النشر العربية قد شدت رحالها إلى إمارة الشارقة بالإمارات المتحدة، للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينصب خيمه في التوقيت نفسه لمعرض الجزائر؛ ما قد يؤثر سلبا على أجنحة خِيم ساحة مركب محمد بوضياف ”الساقي” تفضّل الشارقة وتبعث إلى الجزائر كتابها مع ”الجمل” يأتي معرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي تنطلق فعاليات دورته ال15 في الفترة الممتدة بين 26 أكتوبر الجاري إلى غاية ال6 نوفمبر المقبل، بالموازاة مع انطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الجديدة لهذه السنة.. أين يحاول القائمون على معرض الشارقة، استقطاب عدد كبير من دور النشر العربية والأجنبية الكبيرة، ما سينعكس سلبا على مشاركة العديد من دور النشر الكبيرة في الوطن العربي، في فعاليات معرض الجزائر الذي يحاول القائمون عليه سنة بعد أخرى، إيجاد السبل الكفيلة لجعله معرضا عالميا للكتاب بكل المقاييس، واستقطاب المهتمين بشؤون الطبع والنشر والتوزيع. وبنظرة سريعة على البرنامج التفصيلي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في طبعته الحالية، نجد أنه يسعى لاستقطاب أكبرعدد من الفاعلين في صناعة الكتاب بالوطن العربي، حيث خصص القائمون على تنظيم المعرض العديد من الندوات وورشات تكوينية لفائدة دور النشر المشاركة في فعاليات المعرض. على صعيد آخر، يمنح معرض الشارقة الدولي للكتاب عدة جوائز لفائدة الناشرين المحليين والأجانب، يتم من خلالها تكريم أفضل دار نشر محلية، عربية، أجنبية مشاركة في المعرض، وكذا أفضل كتاب محلي، عربي، وأجنبي.. وهي إغراءات تجعل العديد من دور النشر العربية والعالمية المشاركة في فعاليات هذا المعرض دون غيره، كمعرض الجزائر الدولي للكتاب مثلاً، الذي تقام فعالياته في الفترة نفسها التي تقام فيها فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب. وقد علمت ”الفجر” في هذا الصدد، أن من بين دور النشر التي فضلت معرض الشارقة على معرض الجزائر، ”دار الساقي” اللبنانية، التي ستغيب عن فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب للمرة الثانية على التوالي، إذ فضل القائمون على الدار المشاركة في معرض الشارقة للكتاب، إذ يؤكد المسؤول الإعلامي ل”دار الساقي”، جبران أبو جودة، في تصريح ل”الفجر”، أنهم كناشرين يفضلون المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدل المشاركة في معرض الجزائر، خاصة بعد تجارب عديدة لهم في هذا المعرض - أي معرض الجزائر-، والتي ”لم تكن ناجحة مقارنة مع معرض الشارقة”، خاصة إذا لاحظنا أن إصدارات هذه الدار تصب أغلبها في الأعمال الأدبية ”روايات، قصص، دواوين شعر”، وكتب السيرة الأدبية، وهي إصدارات لا تجد ضالتها كثيرا لدى القارئ الجزائري، الذي يفضل أن يقتني الكتاب شبه المدرسي، والكتاب الديني، على الكتاب الأدبي.. حسب قوله. وبعيدا عن دار الساقي، التي سترسل بعض أعمالها مع منشورات ”دار الجمل”، على غرار رواية ”الجنس والمدينة” المثيرة للجدل، للكاتب الأمريكي كانديس بوشنيل، والتي تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني ومن ثم إلى عمل سينمائي رفضت العديد من قاعات العرض العربية عرضه، بسبب استهزاء الفيلم بعادات المجتمعات العربية والإسلامية، خاصة أن الفيلم يتضمن إيحاءات مناقضة للمبادئ الدينية والأخلاقية في المجتمعات العربية. كما ستكون الرواية التي طبعت بعد مرور خمسين عاما من كتابتها للأدبية اللبنانية الراحلة أمل الجراح، وهي الرواية الموسوم ب”الرواية الملعونة”، بالإضافة إلى الأعمال الأدبية للإعلامي أحمد علي الزين، ”صحبة الطين”، و”حافة النسيان”، وسلسلة من الروايات والقصص والدواوين الشعرية التي صدرت في الفترة الممتدة بين 2008 و2010. وفي سياق متصل لاتزال العديد من دور النشر الأجنبية حريصة على المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، خاصة تلك الدور التي تطبع وتروج للكتاب الديني الذي يلقى إقبالا كبيراً لدى القارئ الجزائري، خاصة دور النشر السعودية ودور النشر السورية التي نجد في كل طبعة من طبعات”سيلا”، طوابير من الزوار خاصة طلبة جامعة العلوم الإسلامية، والمهتمين بقراءة وتفسير القرآن والسنة النبوية الشريفة. وتحرص”دار النهضة العربية”، ببيروت، على المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، بحوالي 250 إصدار حسب القائمة التي تحصلت عليها”الفجر”، وما صرّح به المكلف بالإعلام على مستوى الدار محمد مكاوي، الذي قال إن ”دار النهضة العربية”، حريصة على المشاركة في معرض الجزائر منذ سنوات عديدة، وعادة ما تجد الأعمال التي تطبعها الدار ضالتها لدى القارئ الجزائري، خاصة أن النهضة سبق لها أن طبعت للعديد من الكتاب الجزائريين، حيث أصدرت مؤخراً أعمال الشاعر عز الدين ميهوبي، الشاعرة والروائية ربيعة جلطي، لميس سعيدي، الدكتور عمار الطيب كشرود، وغيرهم من المبدعين الجزائريين. ومن بين الأعمال التي سيجدها القارئ الجزائري في جناح ”دار النهضة العربية” بيروت، كتب في التربية، الفلسفة، علم النفس، علم الإجتماع، الشريعة الإسلامية، العلوم السياسية، اللغة والأدب، التاريخ والإعلام.