حذّر المدير العام بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، إلياس بوكراع، من مغبة ارتكاب دول الساحل للخطإ في مكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بلجوئها إلى “اللعب دون الجزائر أو ضدها”، واللجوء إلى الغرب الذي لن يزيد تدخله التنظيم الإرهابي إلا قوة، وقد يحوله إلى “حركة مقاومة وطنية تدافع عن الإسلام ضد الصليبيين” بدلا من القضاء عليه. أكد إلياس بوكراع، خلال حصة “نقاش مفتوح” بالقناة الفضائية الثالثة، نهاية الأسبوع، على ضرورة اتفاق دول الساحل الإفريقي على تحديد الخطر والاستراتيجية الواجب اتباعها والعمل على اجتناب كل شيء يخدم مصالح الإرهاب والخارج ضد مصالح دول المنطقة. ومن أهم ما حذر منه محاولة دول الساحل، مثل مالي والنيجر وموريتانيا، حل معضلة الإرهاب بعيدا عن الجزائر أو اللجوء إلى “اللعب ضدها” بمشاركة دول أجنبية يكون تدخلها نقمة على المنطقة، معتبرا أن خيار الجزائر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل خيار استراتيجي ويتعلق بحياة هذه الدول المستقبلية ووجودها من عدمه، كما أن دورها أساسي. وقال إلياس بوكراع، في تدخله، إن التدخل الأجنبي من شأنه أن يدعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويحوله إلى “حركة مقاومة وطنية “ ويحقق نتائج عكسية لما تسعى إليه هذه الدول التي تتميز بعضها بضعف السلطة المركزية وتردد في مكافحة الإرهاب لضعف الإرادة السياسية أو حفاظا على مصالح خفية ضيقة، أو نتيجة لتحالفات محلية أو عشائرية تمنعها من التدخل مباشرة في مكافحة الإرهاب. وشدد المدير العام بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، على الحاجة إلى الحل العسكري المستعجل لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وإفشال ضغط الدول الأجنبية الهادفة للحفاظ على مصالحها في منطقة الساحل من خلال التوجه إلى إثارة الفوضى، وكذا وضع استراتيجية الردع على المدى الطويل والمتمثلة في التنمية، واعتبر أن مساعدة الجزائر في التنمية تسقط الحاجة لمساعدة الغرب أو الإرهاب.