تضمن الكتاب الذي يضم 172 صفحة، كلمة خليدة تومي وزيرة الثقافة التي اعتبرت أن اللغة العربية من أرقى اللغات في العالم لثرائها وجمالياتها، والتي تعهدت في الوقت نفسه بخدمة اللغة العربية لترسيخها وتطويرها. أما مداخلة الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، فقد تركزت على إبراز الهدف من الملتقى والمتمثل في إعطاء نظرة إجمالية لمسيرة اللغة العربية في الإعلام الجزائري قبل الاستقلال وبعده، وهو ما اعتبره الدكتور محمد خليفة موضوعا واسعا تحتاج كل نقطة فيه إلى ندوات وجداول أعمال. أما مداخلات المشاركين في الملتقى من أساتذة ومختصين فقد تمحورت حول النقاط التي حددتها اللجنة العلمية والتي تمثلت في النقاط التالية التي تتحدث عن موضوع المقارنة بين أشكال ومضامين الإعلام الجزائري قبل وبعد الاستقلال، مدى مساهمة الإعلام في نشر اللغة العربية وترقيتها، خصائص اللغة العربية في الإعلام المرئي والمسموع، اللغة العربية في الإعلام المتخصص سواء الاقتصاد، الثقافة، اللغة، الرياضة... ومدى مساهمة الإعلام في إنشاء لغة بسيطة ومشتركة. ومن بين المتدخلين لطرح آرائهم وبحوثهم حول هذه النقاط نجد قادري حسين أستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة باتنة والذي تناول موضوعا حول "دور وسائل الإعلام في انتشار اللغة العربية في الجزائر، والدكتور عبد الجليل مرتاض وهو أستاذ بجامعة تلمسان والذي كانت مداخلته حول "الخطاب الشفهي وأثره في المتلقي". وحسب ما ورد في مقدمة الكتاب فإن مداخلات هؤلاء المحاضرين قد أثارت نقاشا متنوعا، ليخرج الملتقى في الأخير بمجموعة من المقترحات التي تم تبويبها في ثلاثة محاور. تناول الباب الأول محورا حول تجديد اللغة العربية وتحبيبها للجمهور وذلك عن طريق تقريب الفصحى من الدارجة بهدف الوصول إلى اللغة الوسطى، الحرص على جمالية اللغة وسلامتها، اعتماد المصحح اللغوي في الوسائط الإعلامية، ابتكار التراكيب والأساليب والمصطلحات التي تتطلبها التحولات ومستجدات الأزمنة الحديثة. ليكون الهدف من المحور الثاني السعي إلى دعم الإعلام والاتصال باللغة العربية وذلك من خلال إتاحة فرص متكافئة للمنافسة بين وسائط الاتصال التي تستخدم اللغة العربية الرسمية والفرنسية، تشجيع الاختصاص الإعلامي في الاقتصاد والثقافة والفنون والعلوم، ترقية المضمون الإعلامي وضمان وصوله في أحسن صورة إلى المتلقي. أما الباب الأخير فقد تمحور حول تخصيص البرامج حسب الجمهور المقصود والتي تهدف إلى الإعلام الموجه للهجرة حسب مكانها في الخارج، لشرائح معينة من المجتمع، للتكوين والتثقيف وكذا العناية بالمنشطين الذين يتقنون التنشيط ويتقنون اللغة العربية الوسطى. كما تضمن الكتاب ملحقا يضم أهم جوانب الملتقى والتي عرضت بالصور لأبرز المشاركين في الملتقى وجوانب من المحاضرات التي عرفها اليوم الدراسي، إضافة إلى أبرز العناوين التي تناولت الحدث في الجرائد الجزائرية.