ما زال قاطنو مزرعة محمد شايب ببلدية الشبلي بولاية البليدة، أو كما تعرف لدى العامة باسم ”حوش لاتي” الواقعة على بعد 500 متر على مخرج البلدية، يعانون في صمت من مشاكلهم المتفاقمة التي يبدو أنها بعيدة عن أنظار المسؤولين المحليين، الذين غضوا الطرف عن مشاكل قرابة العشرين عائلة تقطن في عزلة شبه تامة. غياب أدنى شروط الحياة الكريمة هو عنوان مزرعة يقطنها ساكنوها منذ سنوات دون أن يطرأ على نمط حياتهم أي تغيير، فلا قنوات الصرف الصحي وصلت إلى المزرعة من أجل إلقاء على حفر العفن التي تهدد في كل حين حياة العائلات وصحتهم، ولا الماء الشروب زار حنفياتهم بالرغم من وجود الشبكة، ناهيك عن الظلمة الحالكة التي يقبع فيها السكان بمجرد حلول الساعات الأولى للمساء، لا سيما خلال هذا الموسم من السنة، وذلك بالنظر إلى غياب الإنارة العمومية التي تعد مطلبا أساسيا عند قاطني حوش لاتي، الذين أكدوا أن بقية المزارع المجاورة لهم على غرار مزرعة بوشيشة أو مزرعة شنو، حظيت بمختلف الشبكات الضرورية للحياة الكريمة بالرغم من وجودها في نقاط أبعد من مزرعتهم تصل إلى غاية 400 متر وما شابه. أما الحديث عن شبكة الغاز الطبيعي بالنسبة لهؤلاء فيعد بدوره حلما صعب المنال، فالعزلة التي يقبعون فيها حرمتهم من أدنى الضروريات التي يضاف إليها غياب النظافة في ظل الانتشار الفادح لهذه الأخيرة، حيث أكد السكان أن شاحنة رفع القمامة البلدية لا تمر عبر مزرعتهم إلا مرة في الأسبوع. ويضاف إلى هذا حال الطريق المؤدي إلى المزرعة الذي يوجد في حال جد مهترئة، فضلا عن خطر التكهرب الذي يتهددهم بعد أن أصبحت أغصان الأشجار تلامس الخيوط الكهربائية بشكل مقلق، لا سيما وأن تلك الأشجار معمّرة وقد بلغت أغصانها غالبية الخيوط الكهربائية المارة فوق رؤوس السكان الذين قالوا إنهم اتصلوا مرارا وتكرارا بمصالح البليدة لقطع تلك الأغصان لكن نداءاتهم بقيت دون أي رد. ويأمل السكان في أن تلتفت السلطات المحلية لانشغالاتهم وتأخذها بعين الاعتبار لكي يخرجوا من نفق العزلة التي يقبعون فيها منذ سنوات.