لم يكن شاب في مقتبل العمر يدري بأن تفكيره في الحرڤة على متن سفينة بانامية راسية بميناء العاصمة إلى أوروبا لتحسين أوضاعه المادية سيودي بحياته على يد بحار هندي دفعه من علو 15 مترا على كومة من الحديد ما أدى إلى تعرضه لإصابات بليغة على مستوى الرأس والعمود الفقري. انطلقت قصة "ك. أمين" الضحية الذي لا يتعدى 18 سنة من العمر مع قدره المحتوم في ذات 24 أوت 2008 لما تسلل رفقة صديقاه "ب. نصر الدين" و"ف. ناصر"، واللذين يقطنان بالرغاية، إلى سفينة "شيرلي" البانامية والتي كانت راسية وقتها بميناء العاصمة بالرصيف رقم 31، إذ تمكن صديقا الضحية من الدخول من البوابة الرئيسية فيما أمسك هو الباب، إلى أن اكتشف أمره "ص. عبد الحميد"، بحار هندي بالسفينة، واعترض طريقه بغلقه الباب عليه، فسقط "ك. أمين" من علو 15 مترا على كومة من الحديد، الحادث الذي تسبب له في جروح بليغة على مستوى العمود الفقري والرأس، وآلام حادة جعلته يطلب النجدة لساعة كاملة برفقة صديقاه اللذان كانا بداخل الغرفة، حيث استعملا آلة حديدية لإحداث ضجة بالسفينة لجلب انتباه طاقمها الذي لم يقدم المساعدة للضحية بالرغم من ذلك. واستطاع بعدها "ب. نصر الدين" و"ف. ناصر" حسب إفادتهما أمام محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة من الخروج من السفينة لطلب النجدة من الحماية المدنية التي أسعفت الضحية ونقلته إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، وأشارا إلى أنهما تسللا برفقة صديقهما "ك. أمين" إلى السفينة صباح الواقعة، في محاولة منهم للحرڤة لأوروبا لإيجاد عمل هناك وتحسين أوضاعهم المادية. وصرح البحار الهندي المتابع في هذه القضية بجناية القتل العمدي بأن الضحية سقط تلقائيا ووحده من علو 15 مترا بسبب انغلاق الباب عليه، نافيا مسؤوليته عن هذا الحادث، وتعمده قتل "ك. أمين"، مرجعا سبب عدم تقديمه الإسعافات له بكون هذا ليس من صلاحياته، وبأنه يعمل بسفينة يشرف عليها طاقم، وهو ما اعتبرته النيابة العامة في مرافعتها بلا مبالاة المتهم وطاقم السفينة الذين كان بإمكانهم تقديم المساعدة للضحية، والتمس تسليط عقوبة المؤبد ضد المتهم.