تحوّل حلم الشاب أمين الذي لا يتجاوز سنه 18 سنة من ''الحرقة'' نحو أوروبا بحثا عن عمل، إلى كابوس بعدما ألقى به بحار هندي من على ظهر سفينة بنامية عقب تسلله إليها خلال توقفها بميناء العاصمة. تعود أطوار القضية إلى تاريخ 24 أوت 2008، حينما تسلل إلى ميناء العاصمة ثلاثة شبان متجهين نحو باخرة بنامية بدافع الركوب السري، فقاموا بفتح الباب المؤدي إلى جهتها السفلية، وفيما بقي الضحية ماسكا باب المدخل تسلل صديقيه إلى الأسفل، إلا أن أحد البحارة داهمهم وأقفل الباب، مما أدى إلى سقوطه أرضا على علو 15 مترا. وبقي الضحية ممدّدا على ظهره قرابة ساعة من الزمن، إلى غاية اكتشافه من قبل صديقيه اللذين توجها به مباشرة نحو مصالح الحماية المدنية الذين نقلوا الضحية إلى مستشفى مصطفى باشا أين لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب نزيف داخلي. وأكد المتهم خلال جلسة المحاكمة أنه طبّق تعليمات الضابط الرئيسي للسفينة الذي أمره فور علمه بوجود ''حراقة'' على متن السفينة بإقفال الأبواب مباشرة خوفا من الغرباء. وفيما طالب ممثل النيابة العامة لدى مجلس قضاء العاصمة تسليط عقوبة المؤبد، كيفت هيئة المحكمة القضية أمس، من جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، إلى تهمة القتل الخطأ وأدانته بعامين سجنا نافذا.