بعد انتشار خبر انسحاب عضو الهيئة الاستشارية بجائزة الشيخ زياد للكتاب، الناقد السعودي عبد الله الغذامي، حاولت ”الفجر” أن تتصل به لمعرفة الأسباب الحقيقية التي جعلته ينسحب من الجائزة، خاصة وأن هذا القرار جاء بعد قيام هذه اللجنة بسحب الجائزة من الدكتور والجامعي الجزائري، حفناوي بعلي، بعد اتهامه بالسطو على عمل الدكتور والناقد الغذامي في كتابه الذي نال به جائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة الحالية الموسوم ب”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن”.. دعوة إلى اعتماد لجنة علمية محايدة لدراسة كتاب ”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارب” ”الفجر”: في البدء حبذا لو تعلمنا بالأسباب والدوافع الحقيقية التي جعلتك تنسحب من الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، بعدما سحبت هذه اللجنة الجائزة من الدكتور حفناوي بعلي؟ عبد الله الغذامي: حقيقة هو سبب واحد عملي.. وهو أن النخبة المثقفة هنا وهناك، لم يستطيعوا التفريق بين عمل لجان التحكيم وعمل الهيئة الاستشارية في جائزة الشيخ زايد للكتاب، وصاروا يوجهون اللوم للهيئة الاستشارية لا للجنة التحكيم، ولي بوجه الخصوص، وأنا أريد أن أكون محايدا وبعيدا عن إصدار الأحكام لأن الموضوع يمس كتابي عن النقد الثقافي، ولا يصح في هذه الحالة أن أظهر وكأنني مدعٍ وقاضٍ وهذا لا يصح في الحالتين معا لذلك فإنني تجنبت التصريحات في هذه القضية من البداية. ثم إنني طلبت من أمانة الجائزة العمل بعيدا عني، ولم أشارك في أي مداولة حول هذا الموضوع، واستمرارا لهذا الحياد جاءت استقالتي. دكتور عبد الله، هل اطلعت على كتاب الدكتور حفناوي بعلي الموسوم ب”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن”؟ أنا لم أطلع على كتاب الدكتور بعلي، ومرت الأيام دون أن يتسنى لي الحصول عليه، لذلك فأنا فوجئت بما سمعته ولم يكن لدي أية فكرة دقيقة عن الموضوع. كما أن فوز الكتاب جاء بناء على تقارير من ثلاثة محكّمين، ولم يكن من جهة الهيئة الاستشارية في الجائزة. طيب، دكتور، ما هي طبيعة عملكم في جائزة الشيخ زايد للكتاب؟ عملنا اختيار المحكّمين، ثم النظر في تقاريرهم، ومتى اتفقوا على كتاب محدد وقاموا بتزكيته فإنه يفوز، فالذي يزكي هو أعضاء لجنة التحكيم، أما نحن كأعضاء الهيئة الاستشارية، نقوم باتخاذ قرار الفوز، بناء على ما قدموه في تقاريرهم ومداولاتهم. بعد الضجة التي حدثت والاتهامات التي أطلقت في حق الدكتور حفناوي بعلي، من قبل الصحافي المصري، السمطي، هل وقفت بتمعن على كتاب الدكتور حفناوي بعلي؟ منعت نفسي من التمعن في الكتاب، لأنني لا أريد أن أقرأه تحت ضغوط، وقد تركت المهمة لغيري كي يقرأه ويحكم بنفسه بعد قراءة العملين. ما رأيك في القرار الذي اتخذته لجنة تحكيم الشيخ زايد للكتاب، والرامي إلى سحب الجائزة من حفناوي بعلي؟ حقيقة، القرار جاء بناء على تقارير وتوصيات من لجنتين، واحدة علمية والأخرى قانونية، وأنا لم أكن مشاركا في أي منهما، ولم أكن مطلعاً ولا متابعاً لأعمالهما لأنني محايد وبعيد عن الموضوع. وأعضاء اللجنتين من جائزة الشيخ زايد للكتاب، مسؤولون أمام اللجنة نفسها وأمام المثقفين عامة.. مسؤولة أنّ تواجه هذه الحادثة، وأنا في رأيي قد اتخذت القرار، وهو قرار قاسٍ، ولكن كان لا بد من اتخاذه، ويكفي الجزائر العزيزة أن تتذكر أن أول شخص فاز بهذه الجائزة هو الروائي الكبير واسيني الأعرج، ثم المؤلف الشاب يوسف وغليسي، وأنا متأكد أن آخرين وأخريات من الجزائر سيحصلون تباعا على ما يستحقونه من تقدير وجوائز، بما أن الجميع قد أصبح لهم ولهن حضوراً مميزاً في المشهد الثقافي العربي عامة. هل ترى أن قرار اللجنتين كان قرارا صائباً؟ ما يمكنني قوله هو ما تفضّل به عدد من المثقفين والكتّاب الجزائريين والعرب، وهو ضرورة عرض القضية هذه على لجنة من الخارج، ولا مانع من أن تكون هذه اللجنة من الجزائر نفسها، وتنظر في الأمر وتعلن رأيها، وأنا حقيقة أعتقد أن هذا هو القرار الصائب والجيد في مثل هذه الحالات. كيف تلقيت قرار سحب الجائزة من الدكتور حفناوي؟ يؤسفني جدا ما حدث، وأنا حزين له، وما كنت والله أتمنى أن يحدث هذا للدكتور حفناوي بعلي، ولو عاد الأمر لي شخصيا لتجاوزت هذا الموضوع بسرعة. وآمل أن يجعل الدكتور حفناوي ما مرّ عليه تجربة في الحياة وينساها.