في حوار له مع قناة ”فرانس أنتار” الفرنسية في ماي من سنة 2004، قال دومينيك ستروس كان: ”إن من واجب أي يهودي في فرنسا أن يناضل سياسيا من أجل دعم إسرائيل”.. وقتها كان ستروس يطمع في الترشح للرئاسيات الفرنسية قبل أن تهزمه سيغولان روايال في الانتخابات الابتدائية سنة 2006 وتهزم بدورها في ماي 2007 أمام ساركوزي. لا أدري إن كان ستروس كان، الذي جاء أمس إلى الجزائر كرئيس لصندوق النقد الدولي، جاء كيهودي فرنسي مازال يناضل من أجل دعم إسرائيل، وهو ما كان ليصل إلى هذا المنصب لولا دعم اللوبي الصهيوني له، ولا أذيع سرا إن تحدثت عن مدى تحكم هذا اللوبي في مؤسسات المال والإعلام في العالم؟ لا تهمني نية الرجل ومدى انخراطه في النضال من أجل إسرائيل، بل ما يهمني في هذه الزيارة هل ستقبل الجزائر بعرض مدير الأفامي، وترهن أموالنا لدى هذا الصندوق بشراء أسهم هذه المؤسسة التي ستوجهها حتما لدعم اقتصاديات البلدان التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية ومنها فرنسا وإسرائيل؟ فهو اليهودي الفرنسي، الذي قال بلسانه: ”من واجب اليهودي في فرنسا النضال السياسي لدعم إسرائيل”، فما بالك عندما يتبوأ هذا اليهودي منصبا كمنصب مدير صندوق النقد الدولي بفضل دعم اللوبي الصهيوني، فحتما سيسعى لوضع كل أموال الدنيا في خدمة إسرائيل، فهل ستوافق الجزائر على وضع احتياطها من العملة الصعبة التي تقدر ب 150 مليار دولار لدعم اقتصاد إسرائيل، وتسليح إسرائيل، وهو ما يعني استعماله في حروبها ضد فلسطين وضد لبنان وضد كل من يقف في وجه إسرائيل ومشاريعها؟ وهل أصبحنا مثل دويلات النفط في الخليج نضخّ أموالنا في البنوك الأمريكية، أموال توجه مباشرة لدعم الدولة الصهيونية، ولا نهتم مادامت أمريكا والبنك الدولي وصندوق النقد يصفقون لنا في العلن ويضحكون على غبائنا في الخفاء ؟ طبعا لن توافق الجزائر على شراء أسهم الصندوق، لأننا لم ننس ما عانيناه من ويلات سياسة هذه المؤسسة عندما كنا نعيش أزمة اقتصادية وأمنية سنوات التسعينيات، أليست ضغوط هذا الصندوق هي من أدت إلى القضاء على النسيج الصناعي الجزائري، عندما أجبرت حكومة سيد أحمد غزالي على إعادة الهيكلة الصناعية فكانت النتيجة إحالة أزيد من 400 ألف عامل على البطالة؟ لم نعد الآن في حاجة الى الإصغاء إلى إملاءات مدير هذا الصندوق الذي زاد الجزائريين فقرا على فقر، ولنوجه أموالنا إلى تنمية حقيقية يستفيد منها الجزائري ولتذهب إسرائيل وغير إسرائيل إلى الجحيم.