قدّمت سيغولين روايال، أول أمس، من داكار "الإعتذار" عن كل الجرائم التي اقترفتها فرنسا ضدّ الشعوب الإفريقية خلال الحقبة الاستعمارية، وأكدت أن تصريحات الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي قال خلال زيارته للسينغال إنّ "الإفريقي لم يدخل التاريخ" هو كلام لا يلزم فرنسا ولا الفرنسيين. وأشارت سيغولين روايال، التي تحصّلت على 47 بالمائة من أصوات الفرنسيين في الإنتخابات الرئاسية لعام 2007 أنّ "الاستعمار كان أسوء الأمور على الإطلاق"، معبرة عن أسفها للقانون الصادر في 2005 الممجّد للماضي الإستعماري الفرنسي. وقد انتقد وزراء وشخصيات من الأغلبية اعتذارات سيغولين روايال، واعتبروا تصرفها "خطأ"، من بينهم وزير الخارجية، برنار كوشنار، كما وصف جون فرانسوا كوبي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الأغلبية في الجمعية الفرنسية تصريحاتها بالفضيحة، وقال أنها أهانت فرنسا في الخارج غير أن الحزب الإشتراكي وبعض أعضاء في حزب الرئيس ساركوزي قد دعموا تصريحاته مؤكدين أن ما قالته روايال يفكر فيه الكثيرون، كما نالت دعم مارتين أوبري، رئيس الحزب الإشتراكي. وقالت الرئيسة الحالية لمنطقة "بواتو شارونت" وسط غرب فرنسا، إنه لا بدّ من إدانة الاستعمار كنظام ولولا إفريقيا والأفارقة لما استرجعت فرنسا حريتها، مشيرة إلى أن واجب الذكرى لا يحتاج إلى إذن من أحد فكل واحد يقوم بواجبه بناء على روح الذاتية التي تحذوه لكن ما نحاسب عليه و ما نحن مسؤولون عنه جميعا هو الحق في التاريخ وواجب الحقيقة. وأكّدت سيغولين روايال، وهي من مواليد العاصمة داكار، من أب كان في الجيش الفرنسي، أنّ الشعب الفرنسي مدين للأرواح الإفريقية التي عانت الأمرين لأجل فرنسا، مطالبة بالاعتذار والشكر. كما دعت ذات المتحدثة تحت هتافات الجمهور إلى تأسيس لجنة "حقيقة الماضي والمستقبل المشترك" التي ينبغي أن تحصل على جميع الوثائق المدنية والعسكرية من الأرشيف.