التقى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنر، الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ورئيس الحكومة سعد الحريري، كل منهما على حدة، في مستهل زيارة للمسؤول الفرنسي لبيروت تهدف إلى تخفيف حدة التوتر المتزايد في لبنان بسبب الجدل حول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. بالتزامن مع ذلك، جدد أعضاء مجلس الأمن في اجتماع لهم دعمهم لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حتى “تواصل عملها بشكل هادئ ومستقل وفاعل”. ومن المقرر أن يعقد كوشنر لاحقا، خلال زيارته التي تستمر يومين، مباحثات مع مسؤولين لبنانيين آخرين وزعماء أحزاب سياسية، تتناول الوضع في لبنان والمنطقة، إضافة إلى بحث سبل تطوير العلاقات اللبنانية الفرنسية. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الزيارة تهدف إلى دعوة الأطراف اللبنانية إلى “ضبط النفس”، خاصة في ظل تزايد الاحتقان الداخلي بسبب المحكمة الدولية. وأوضحت كريستين فاج، مساعدة الناطق باسم الوزارة، أن كوشنر سيؤكد على “دعم فرنسا لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها سعد الحريري وللمؤسسات اللبنانية”. وأضافت أنه “في هذه الفترة التي تشهد تصاعدا في التوترات سيدعو برنار كوشنر كل طرف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، وسيذكر بتمسك فرنسا بإنجاز مهمة المحكمة الخاصة بلبنان”. وتابعت “خلال زيارته سيلتقي ممثلين عن الأحزاب الممثلة في البرلمان اللبناني” قبل عقد مؤتمر صحفي عصر اليوم السبت.وفي نيويورك، جدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، جيرار أرو، إنه بعد الاعتداء الذي تعرض له عدد من محققي المحكمة في بيروت، نهاية أكتوبر الماضي، فإن اجتماع مجلس الأمن اليوم كان إشارة دعم إلى المحكمة. وأضاف السفير الفرنسي في تصريح صحفي أن الاجتماع “جاء تعبيرا عن قلقنا المشترك بعد الهجوم على فريق المحققين.. أردنا أن تكون لنا فرصة للتأكيد مجددا على دعمنا لعمل المحكمة”. وتابع الدبلوماسي الفرنسي “لقد عبرنا جميعا عن رغبتنا في أن تكون المحكمة قادرة على مواصلة عملها بشكل هادئ ومستقل وفاعل”. ويعيش لبنان على إيقاع جدل متصاعد حول المحكمة الدولية خاصة بعد الحادث الذي وقع أواخر الشهر الماضي حينما مُنع محققان تابعان للمحكمة الدولية مع مترجم من الاطلاع على ملفات في عيادة لطب النساء في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلا لحزب الله إثر شجار مع مجموعة من النسوة حضرن إلى المكان. ويصف حزب الله المحكمة الدولية بأنها “مسيسة” وبأنها ترتكز في تحقيقها إلى إفادات “شهود زور”. وفي المقابل يؤكد فريق الأكثرية النيابية الممثل بقوى الرابع عشر من آذار تمسكه بالمحكمة وآليات اشتغالها.ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد حادث العيادة الطبية اللبنانيين إلى مقاطعة المحكمة، واصفا أي تعاون معها بأنه “اعتداء” على الحزب.