أفاد نائب المساعد الرئيسي لكاتب الدفاع لشؤون الأمن الدولي والرئيس الشريك للحوار العسكري المشترك الجزائري-الأمريكي، جوزيف ماك ميلن، أن المحادثات التي جمعته بمسؤولين جزائريين من وزارة الخارجية والدفاع ومستشار الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة تجريم الفدية موقف صائب والتدخل الأجنبي في الساحل آخر الحلول تمحورت حول ملف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكيفية تقييم الخطر الإرهابي، والاستماع إلى احتياجات الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ونقل التكنولوجيات الحديثة للقوات الجوية الجزائرية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات والخبرات. تحفظ، أمس، جوزيف ماك ميلن، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، عن الكشف عن احتياجات الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، بالقول إنه يفضل أن تتحدث الحكومة الجزائرية عن احتياجاتها، وأضاف أنه تطرق مع المسؤولين الجزائريين في محادثاته التي تدخل في إطار الدورة الرابعة للحوار العسكري الجزائري- الأمريكي، إلى التقنيات الحديثة التي تحتاجها القوات الجوية الجزائرية، مشيرا إلى أن المحادثات تركزت حول الجانب التقني قبل الدخول في الحديث عن اتفاق تسليح أو موافقة الجزائر على اقتناء طائرات عسكرية أمريكية جديدة أو تجهيزات أخرى للقوات الجوية، بالإضافة إلى مناقشة المسؤولين العسكريين الجزائريين والأمريكيين خلال الحوار العسكري الذي وصفه بالشفاف، لموضوع تقاسم المعلومات والخبرات وتقييم التهديد الإرهابي في منطقة الساحل، وكذا التدريبات العسكرية ونقل التكنولوجيات. وحسب تصريحات المسؤول العسكري الأمريكي، فان واشنطن تبدي موافقة كاملة على جل المواقف الجزائرية المتعلقة بمحاربة الإرهاب، ومنها تجريم دفع الفدية، الذي ترى أنه موقف صائب يهدف إلى قطع التمويل عن الجماعات الإرهابية، حيث قال ماك ميلن “إن التوصل إلى إقناع المجتمع الدولي بضرورة تجريم دفع الفدية، يشكل تحديا كبيرا لإنهاء مبادرة عقيمة تعتمدها بعض الحكومات الغربية، وتشجع من خلالها الإرهاب في منطقة الساحل”. وأوضح المتحدث أنه ناقش كيفية التعامل مع ملف دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية مع الطرف الجزائري بشكل جيد، وستستمر دراسة الملف من خلال السفراء، مشيرا إلى أهمية التركيز على محاربة تجارة المخدرات لعلاقاتها الوطيدة بتمويل الجماعات الإرهابية، والحاجة إلى وضع استراتيجية شاملة لمكافحتها. كما لفت المسؤول الأمريكي إلى أن واشنطن تتقاسم مع الجزائر الموقف المتعلق بخطورة التدخل الأجنبي في منطقة الساحل، وقال ماك ميلن “إن مشكل الإرهاب في المنطقة لابد أن يحل من طرف الحكومات المحلية، كونها أفضل طريقة لمواجهته، وإن التدخل الأجنبي لابد أن يكون آخر الحلول”، مؤكدا استحسان بلاده للمبادرة الجزائرية في جمع دول الساحل حول مكافحة الإرهاب في المنطقة من خلال قيادة الأركان المشتركة والحاجة إلى توحيد الجهود. ونفى المتحدث وجود نية لدى إدارة أوباما، لتحويل مقر قيادة أفريكوم من شتوتغارت بألمانيا إلى إفريقيا، وأوضح بالمقابل أنه توجد مقترحات لتحويل المقر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتحدث ماك ميلن عن التعاون الأمني والعسكري بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يمتد على المدى الطويل، الذي يشمل التعاون التقني وعلى مستوى الخبراء والتدريب، واعتبره التزاما من طرف واشنطن إزاء الجزائر، الذي يعتبر بلدا حيويا ومهما في منطقة المتوسط، مؤكدا على سعي بلاده لتطوير العلاقة بينهما، كاشفا عن تمرين عسكري مشترك سيتم في 22 نوفمبر المقبل بحوض المتوسط، ويخص دولا أخرى إلى جانب الجزائر.