أكد نائب المساعد الرئيسي لكاتب الدفاع لشؤون الأمن الدولي في الولاياتالمتحدةالأمريكية جوزيف ماك ميلن أن واشنطنوالجزائر تواجهان تحدي إقناع المجتمع الدولي بتجريم دفع الفدية كإحدى مقاربات مكافحة الإرهاب، معتبرا أن بلدان الساحل هي المعني الأول بمكافحة الإرهاب في المنطقة ولا داعي لأي تدخل أجنبي، كما كشف من جهة أخرى، عن مباحثات بين البلدين لتحديد الشروط الضرورية لإتمام صفقة بيع طائرات حربية أمريكية للجزائر. ثمن نائب المساعد الرئيسي لكاتب الدفاع لشؤون الأمن الدولي في الولاياتالمتحدةالأمريكية جوزيف ماك ميلن، في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر رفقة السفيرة المكلفة بالشؤون الإفريقية في كتابة الدفاع الأمريكية فيكي هيدلستون، سياسة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، والتي تقوم على استبعاد تدخل أية قوات أجنبية في المنطقة، حيث أكد في هذا الشأن أن موقف الحكومة الأمريكية من موقف الحكومة الجزائرية، وهو أن مشكل الإرهاب في منطقة الساحل يجب أن يدار من طرف بلدان المنطقة، دون اللجوء إلى التدخل الأجنبي. وأضاف المسؤول الأمريكي أن بلدان منطقة الساحل الصحراوي هي المعني الأول بمكافحة الجماعات الإرهابية على أراضيها، معتبرا أن تدخل القوات الأجنبية في المنطقة سيكون آخر الحلول التي قد يلجأ إليها في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ذلك أن إستراتيجية مكافحة الإرهاب في أفغانستان تختلف عنها في الساحل، فكلا الإستراتيجيتان تعتمدان على الوسائل والأساليب المحلية التي تتناسب مع طبيعة كل منطقة. وفي ذات السياق، دعا ماك ميلان بلدان المنطقة إلى تكثيف التعاون فيما بينها للقضاء على الإرهاب في الساحل. واستبعد نائب المساعد الرئيسي لكاتب الدفاع لشؤون الأمن الدولي في الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل قاعدة »أفريكوم« من شتوتغارد الألمانية إلى إفريقيا، موضحا أن هناك بعض الأصوات التي تنادي بنقل هذه القاعدة إلى الولاياتالمتحدة، لكن وفي مقابل ذلك لا توجد أية نية لنقل هذه القاعدة إلى إفريقيا. ولدى إجابته على سؤال حول مقترح قانون تجريم دفع الفدية للإرهابيين الذي تقدمت به الجزائر إلى مجلس الأمن بعد تلقيها دعما من عدد من البلدان، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، قال ماك ميلان أن الجزائروواشنطن يتقاسمان نفس الهدف، وهو وضع نهاية لدفع الفدية للإرهابيين، باعتبارها أحد مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، موضحا أنه تحادث مع مسؤولين جزائريين حول سبل تحقيق هذا الهدف، مؤكدا أن الجزائروواشنطن تقفان اليوم أمام تحدي إقناع المجتمع الدولي بضرورة تبني هذه المقاربة. وأخذ الحديث عن التعاون الجزائري الأمريكي في المجالين الأمني والعسكري حيزا كبيرا من الندوة الصحفية، حيث كشف المسؤول الأمريكي عن مباحثات لإتمام صفقة طائرات حربية بين القوات الجوية الجزائريةوالأمريكية، موضحا أن هذه المباحثات تشمل الجانب التقني لمعرفة الشروط الضرورية لإتمام هذه الصفقة، حيث تم تشكيل لجنة تقنية مشتركة بين البلدين لدراسة طلبات الجزائر من السلاح الأمريكي. وذكّر ماك ميلان في هذا الصدد بالطائرات الأمريكية من نوع سي 130 التي تم تصديرها للجزائر في الثمانينات، كاشفا من جهة أخرى، عن مناورات عسكرية ستجريها الولاياتالمتحدة مع عدد من بلدان المتوسط، ومنها الجزائر في 22 نوفمبر الجاري، إلى جانب وجود عدة تدريبات عسكرية مشتركة خلال العام المقبل وحتى عام 2013. وقال المتحدث إن الجزائر في حاجة إلى بعض التكنولوجيا والتقنيات الحربية، ناهيك عن ضمان التكوين لأفراد الجيش، وكذا بعض المعلومات الاستخباراتية، مضيفا أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم خبرتها في هذا المجال للجزائر. وقال ماك ميلان أن الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر في إطار انعقاد أشغال اللجنة العامة للحوار العسكري الجزائري الأمريكي في دورتها الرابع، قد سمحت له بلقاء عدد من المسؤولين الجزائريين، كوزير الخارجية مراد مدلسي، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك قنايزية، وعبد الرزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية، تطرق خلالها الطرفان إلى سبل تعزيز التعاون الجزائري الأمريكي في المجال الاستراتيجي والعسكري والأمني.