نشر، أمس، موريس فروند، رئيس “بوان أفريك”، أكبر شركات الأسفار في الساحل الإفريقي، “تحليله” حول الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء الكبرى وقراره بمقاطعة بعض المناطق السياحية بالجنوب الجزائري وشمال مالي والنيجر، فيما ستبقي الشركة على اتجاهاتها خلال الموسم السياحي الحالي إلى بعض مناطق مالي وموريتانيا باستثناء العاصمة نواكشوط. كشف رئيس “بوان أفريك”، في بيان نشر على موقع المؤسسة أمس، عن تواجد مستشارين عسكريين أمريكيين وفرنسيين بشمال مالي، وتحدث عن تعرض الرئيس أمادو توماني توري لضغوط كبيرة، من المحتمل أن يرضخ لها، وأن يترجم الأمر في عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما توصل إليه موريس فروند بعد زيارات ميدانية لمنطقة الساحل والصحراء الكبرى انطلقت في منتصف سبتمبر المنصرم عقب حادثة اختطاف الرعايا الفرنسيين العاملين بشركة “أريفا”. وأكد رئيس “بوان أفريك” أنه يملك فكرة دقيقة عن الوضع في الساحل والصحراء بعد لقاءاته برؤساء دول مالي والنيجر وموريتانيا، وقادة أركان هذه الدول وعدد من المسؤولين العسكريين وممثلين عن المجتمع المدني، وحتى مقربين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتحفظ عن تقديم معلومات أكثر كون محتوى المحادثات يعد من “أسرار الدولة”. وقررت “بوان أفريك” على أساس تحليلات رئيسها تقليص ثلاثة أرباع نشاطها السياحي في منطقة الساحل الإفريقي بسبب الوضع الأمني، القرار الذي قال عنه موريس فروند إنه “لم يؤخذ باستخفاف” اعتبره “مؤسفا”، ولكن حقيقة الوضع دفعت إلى ذلك، ومؤسسته بدأت تتكبد خسارة هجرة السياح للمنطقة ، مشيرا إلى أن المسؤولين عن تنظيم الرحلات السياحية في فرنسا يقومون حاليا بزيارات إلى المنطقة لتقصي الوضع تستمر إلى غاية الأسبوع المقبل. وتبقى موريتانيا، حسب “بوان أفريك”، الأكثر أمنا من أجل القيام برحلات سياحية خلال الموسم الجاري، باستثناء العاصمة نواكشوط، التي يبقى خطر تعرضها لتفجير انتحاري قائما. وجاء في رسالة فروند أن بعض المناطق في موريتانيا مؤمنة ولا تشكل أدنى خطر على السياح، بعدما اتخذت بها كافة التدابير الأمنية الوقائية . وفي السياق، انتقد موريس فروند ضمنيا تحذيرات بلاده من موريتانيا التي قد تنبع من كون هذه الأخيرة “جمهورية إسلامية”، وقال إن الرأي العام الفرنسي جاهل لحقيقة الوضع في موريتانيا، والتزام هذه الأخيرة بمحاربة الإرهاب، وأضاف أن منطقة أدرار بموريتانيا هي الأكثر أمنا، فيما اعتبر الجنوب الجزائري وشمال مالي والنيجر الأكثر خطرا، وأن الخطر بها حقيقي كونها قواعد خلفية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا إلى أن المعلومات التي بحوزته تجبرهم على منع هذه الاتجاهات، تيميمون وتمنراست وجانت، بالإضافة إلى قاو وأغاديز على السياح، فيما تبقى منطقة إطار وموبتي مسموحة. وكانت “بوان أفريك” قد ألغت عددا من رحلاتها في منطقة الساحل بسبب تردي الوضع الأمني وأقصت اتجاهات الجنوب الجزائري وشمال مالي والنيجر من أجندتها بسبب تهديد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.