أعلنت واحدة من أهم شركات الأسفار في الساحل الإفريقي إلغاء كل رحلاتها السياحية نحو صحراء الجزائر وشمال النيجر وشمال مالي بدءا من أمس، بسبب الوضع الأمني المتردي بالمنطقة. ونقل رئيس الشركة عن المخابرات الفرنسية، أن شباب التوارق يلتحقون يوميا بتنظيم القاعدة لدواع مادية. ذكرت وكالة الأسفار ''بوان أفريك'' الفرنسية المتخصصة في نقل السياح الأوروبيين إلى الصحراء الكبرى، أنها قررت وقف كل رحلاتها ودوراتها السياحية التي اعتادت عليها في المحاور التالية: صحراء الجزائر ومنطقة أغاديس شمال النيجر إضافة إلى كل شمال مالي. وقالت في بيان بأن إلغاء السفريات يستثني موبتي في شمال مالي وآتار في موريتانيا. وذكر البيان المنشور على موقع الشركة في الإنترنت، أن هذه التطورات مرتبطة ب''تدهور الظروف الأمنية بالصحراء المركزية''. وأعلن عن تعويض السياح المعنيين بالوجهات السياحية الملغاة. وقال رئيس ''بوان أفريك'' موريس فروند في تصريحات للصحافة الفرنسية إن قرار وقف الرحلات نحول صحراء الجزائر وشمال كل من مالي والنيجر، اتخذ في أعقاب رحلة قادته إلى أغاديس بمناسبة حفل تنصيب رئيس قبيلة ترفية جديد. وخاض فروند في تفاضيل المناخ العام السائد في الساحل انطلاقا من معاينة الوضع المتفجر عقب اختطف موظفي ''أريفا'' و''ساتوم''. ومن بين ما قال ''لقد حضرت تنصيب زعيم قبيلة بأغاديس، بمشاركة قادة قبائل ترفية جاءوا من الجزائر.. لم أكن متخوفا من التردد على المنطقة رغم التطورات الأمنية الخطيرة التي تشهدها، لكني وجدت تغيرا في المناخ العام بالمنطقة بسبب التحاق شباب توارق بتنظيم القاعدة، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة. وهؤلاء سيسهّلون نشاط الجماعات التي تحترف المتاجرة بالمخدرات''. واعتبر فروند، الذي يعتبر أحد خبراء شؤون الصحراء، انضمام أفراد من توارق النيجر للإرهاب ''عاكسا لوضع غير مألوف، فالنظام الترفي الذي يقوم على احترام القبيلة والوالد يختفي شيئا فشيئا، إن هذا الوضع المتعفن فاجأ رؤساء القبائل أنفسهم ولكنها حقيقة ميدانية يعيشونها''. وأوضح رئيس ''بوان أفريك'' أن المال هو محفز شباب التوارق على الانخراط في صفوف القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وهوّن من تأثير الدين في قرار حمل السلاح، مشيرا إلى وجود باكستانيين في كل مناطق شمال مالي يقومون بتدريس السلفية ويقدمون المساعدة لأهالي هذه المناطق. وأضاف ''يقدمون لهم الصابون ويبنون مساجد ويحفرون آبارا، لقد رأيتهم يفرضون استقرارهم بهذه الطريقة.. إنهم (الباكستانيون) متواجدون على طول الحدود المالية-النيجرية''. وحول نشاط شركته، قال فروند إنها نقلت 70 ألف مسافر إلى محور الجزائر-موريتانيا-مالي-النيجر خلال عام 2007، وهي الشركة الوحيدة التي تشتغل على هذه المناطق حسبه. وقال إنه لم يعد بإمكانه مواصلة العمل بسبب تهديدات القاعدة، ''وهو وضع يضطرني إلى تسريح ثلاثة أرباع الموظفين''.