(1) نحن الرجال الجوف نحن سقْط المتاع كتفا لكتف وعلى بعضنا نتكئ وا حسرتاه فخوذة الآمال يملؤها الضياع وحين الهمس يسري بيننا فصوتنا يباب بلا معان نحن خامدون كالريح تعوي في يابس الحقول والفجاج أو أقدام جرذان فوق مهشم الزجاج ونحن في قبونا السراب شكل بلا جسد ظل بلا ألوان عزيمة مشلولة بلا عضد إيماءة بلا شعور أو حنان أولئك الذين هوموا وغادروا بأعين مشرعة نحو مملكة الموت الأخرى فلتذكرونا بأي طريقة ترون ليس كأرواح عنيفة وضائعة لكن كطووايس الرجال (2) أعين لا أجرأ في الأحلام أن أراها أنا في مملكة حلم الفناء هذي لا تبدو هناك، تلكم العيون، أشعة شمس على عمود متهدم هناك شجرة تتأرجح، وأصوات في غناء الريح أكثر نأيا وقداسة من نجمة ذابلة دعني لا أدنو من مملكة حلم الفناء دعني أرتدي أقنعة أتعمد الخفاء رداء جرذان، جلد غراب، حشود مرت هي العناء أسلك مسلك الريح ليس أكثر قربا وليس ذلك هو اللقاء الأخير في مملكة الشفق الكسير (3) هذي هي الأرض الموات هذي هي أرض الصبار هنا صور الحجر عالية تلتقي دعوات التوسل والرجاء من أكف ميتة تحت تلألؤ نجمة بالية هل هي مثل هذا في مملكة الموت الأخرى تمشي وحيدة على الأديم في وقت فيه نحن نرتعش وتلكم الشفاه في قبل ترسل الدعوات للحجر الهشيم (4) العيون ليست هاهنا ليس ثمة عيون هنا في هذا الوادي، حيث تموت النجمات في هذا الوادي الخواء جرة ممالكنا المفقودة المحطمة في نهاية أماكن اللقاء معا نتلمس الطريق والأيام ننأى عن الحديث والكلام نكتظ على شاطئ النهر المتورم بلا بهاء ما لم تعاود العيون شرفة الضياء مثل النجمات سرمدية البقاء مثل وردة عميمة الإيراق والنماء في مملكة شفق الضياع والفناء هو ذا أمل الرجال الجوف هو ذا آخر الرجاء (5) ها نحن نطوف بالصبار صبار صبار صبار عند الخامسة صباحا قبل مقدم النهار بين الحقيقة والخيال بين الشعور والمثال حيث تسقط الظلال لك، هذه المملكة، بين المفاهيم وبين الخلق بين دفق المشاعر واستجابة النداء هي ذا تسقط الظلال والحياة طويلة طويلة بين الرغبة والكلال بين النفع والوقار والبقاء لك، هذه المملكة، تسقط الظلال لك، هي الحياة وبمثل هذا تنتهي الدُّنا بمثل هذا تنقضي الدُّنا بمثل هذا تنتهي وتستكين ليس بصدمة، بل بالنشيج والأنين ت.س إليوت