برأت محكمة الجنح ببودواو في بومرداس، ساحة المتهم المتابع بتهمة السرقة بالكسر، التي راحت ضحيتها بلدية بودواو، حيث أعفت المحكمة المتهم من العقوبات المتابع بها، مع إصدارها أمرا بالحجز بمستشفى فرانز فانون للطب العقلي بالبليدة في حقه، بعدما أثبتت الخبرة عدم سلامة المتهم عقليا. وترجع تفاصيل القضية، التي تناولتها ”الفجر” في أعدادها السابقة، إلى تاريخ 12 سبتمبر الماضي، عندما تلقت مصالح أمن دائرة بودواو معلومات تفيد بتعرض مكتب رئيس بلدية بودواو إلى السرقة بالكسر من طرف أشخاص مجهولين قاموا بسرقة صندوق يحتوي أختام بلدية بودواو. ولدى تنقل ذات المصالح لعين المكان للمعاينة الميدانية لاحظ محققو الشرطة وجود آثار لكسر نافذة شرفة المكتب الواقع بالطابق العلوي. وإثر عملية البحث والتحري، توصلت عناصر الشرطة القضائية لهوية الفاعل، ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.رابح) البالغ من العمر 26 سنة، وهو شخص متخلف عقليا، حيث كان يشغل غرفة مهجورة ملك لوالده واقعة بالقرب من مقر البلدية. وبعد قيام مصالح الشرطة باستغلال المشتبه به، قام هذا الأخير بإحضار 5 أختام رسمية خاصة ببلدية بودواو، منها 4 أختام مستطيلة وواحد دائري الشكل. كما تم العثور بذلك المنزل الذي يشغله المتهم على ختم آخر مربع الشكل كان محل بحث، بعدما تمت سرقته من صاحب محطة لتوزيع البنزين والوقود واقعة بمحاذاة مسكن المتهم، كما تم استرجاع مبلغ 32 ألف دينار يرجع لبلدية بودواو. من جهته، أنكر المتهم، خلال جلسة المحاكمة، كل التهم المنسوبة إليه، وقال إنه عثر على الصندوق مرميا بإحدى شعاب المنطقة، كما قال إن المنزل الذي كان يشغله عبارة عن ”بيت مهجور” باعتباره مفتوحا للجميع على حد قوله، الأمر الذي يرجح فرضية محاولة توريطه في القضية حتى يتمكن الفاعلون من الإفلات من العدالة بعد تضليل مصالح الأمن. أما دفاع المتهم فقد أكد استحالة معرفة موكله لخبايا وأسرار البلدية التي لا يعرفها إلا عمال وموظفو الأخيرة بخصوص مكان الإحتفاظ بالأختام الرسمية التي كانت مخبأة داخل صندوق حديدي، والصندوق مخبأ في خزانة، ومفتاح الخزانة مخبأ بأحد أدراج مكتب رئيس البلدية. كما ذكر الدفاع خلال المرافعة أن موكله فاقد للأهلية وغير مسؤول مدنيا عن مختلف أفعاله اليومية، مكذبا فرضية الإقتحام والسرقة بالكسر من طرف شخص بحال موكله الذي يعجز حتى على دفع باب باستعمال القوة. وبعد المداولات خرجت هيئة المحكمة، ببراءة المتهم، مع إصدار الأمر بالحجز في حقه بمستشفى فرانز فانون للطب العقلي بالبليدة، لتلقي العلاج والعناية النفسية.