تأهل فريق شباب قسنطينة بصعوبة بالغة وبطريقة أقل ما يقال عنها دراماتيكية أمام نظيره وداد رمضان جمال في إطار الدور التصفوي الأخير من كأس الجمهورية. متصدر البطولة الوطنية الثانية المحترفة لم يستطع أن يصنع الفارق طوال ال120 دقيقة التي لعبها أمام متصدر بطولة مابين الرابطات - شرق - واستعان بضربات الجزاء للتخلص أخيرا من هذا الخصم العنيد الذي وقف الند للند أمامه، ولم يخسر إلا عن طريق ركلات الحظ وبخمس ضربات مقابل أربعة شوط أول لم يرق للمستوى المطلوب عرف الشوط الأول من المباراة تحفظا كبيرا من الفريقين، ولم يتمكن لاعبو كليهما من التحرر من ضغط الجماهير التي غصت بها مدرجات ملعب بن جامع عمار، ولم يشهد سوى فرصتين من كل طرف، الأولى كانت لشنيقر في (د12) بقذفة قوية أنقذها الحارس بوالصوف والثانية لبوراوي الذي ضيع فرصة لا تضيع لرمضان جمال في (د43) عن طريق رأسية تصدى لها الحارس ضيف بنجاح. وثان مليء بالإثارة من الجانبين عرفت المرحلة الثانية من المباراة إثارة ومستوى كبير من الفريقين، حيث دخل لاعبو الشباب مباشرة في صلب الموضوع وضيعوا أربع فرص محققة في ربع الساعة الأول والتي كان وراءها كل من شنيقر في (د4 - د11) وبومدين في (د7) وياسف من كرة ثابثة في (د15) والتي أنقذها كلها الحارس المتألق بوالصوف وببراعة كبيرة. ورد عليها المنافس بهجمات خاطفة ولكنهم افتقدوا للّمسة الأخيرة أمام المرمى وضيعوا كرات عديدة عكس مهاجمي السنافر الذين عرفوا كيف يتمركزوا أمام مرمى بوالصوف، وضيعوا مرة أخرى عبر كل من شنيقر وزميت في (د24 ود35) على التوالي. لتنتهي على إثرها نتيجة الوقت الأصلي من المباراة،بتعادل أبيض. شوطان إضافيان أكثر إثارة بعد وصول المباراة إلى شوطيها الإضافيين، ظهر جليا خبرة وتفوق القسنطينيين، حيث سيطر أشبال المدرب خزار طولا وعرضا على زمام الأمور وضيعوا فرصا عديدة. ولعل أبرزها ما ضيع البديل ناصري في (د12) عندما ارتطمت كرته بالعارضة الأفقية، وتلتها بأربع دقائق قذفة المهاجم ياسف التي أنقذها الحارس بوالصوف بأعجوبة. ركلات الترجيح تبتسم للسنافر بعد تنافس كبير في مباراة كانت قمة في الإثارة والندية بين فريقين قويين، تدخلت أخيرا ركلات الترجيح لتفصل بينهما وتؤهل واحدا منهما إلى الدور القادم، وهو ما حصل بعد أن بلغ التنافس في ضربات الجزاء أيضا أشده وسجلت كل الركلات عدا الركلة الخامسة لوداد رمضان جمال التي ضيعها اللاعب بولعثالي، وتأهل على إثرها أبناء مدينة الجسور المعلقة ب5 ركلات مقابل أربعة. بوالصوف كان رجل اللقاء بعد نهاية اللقاء تلقى حارس وداد رمضان جمال المتألق خير الدين بوالصوف التهاني والاعترافات من الجميع، ونال عن جدارة واستحقاق لقب رجل المباراة، وذلك بعد تصديه لعدد لا يعد ولا يحصى من قذفات مهاجمي السنافر الذين لم يستطيعوا التسجيل عليه سوى في ركلات الجزاء. ا لجمهور القسنطيني نقطة سلبية في اللقاء كان جمهور السنافر النقطة السوداء الوحيدة في هذا العرس الكروي، حيث لم يسلم منهم لا أنصار رمضان جمال ولا الشرطة ولا أي أحد داخل الملعب، واستفزوهم بطريقة غير رياضية، وظلوا يرددون السب والشتيمة طوال أطوار اللقاء، ما جعل مدينة القل الهادئة والمحافظة تعيش يوما عصيبا، ولولا تدخل رئيس فريقهم “سوسو” لتهدئتهم في العديد من المناسبات لوصلت الأمور لما لا يحمد عقباه.