تميز حفل افتتاح المهرجان الدولي للإنشاد في طبعته الأولى بعاصمة الشرق، سهرة أول أمس السبت، بالدخول القوي للمطرب التونسي الكبير، لطفي بوشناق، الذي دوى صوته بقاعة المسرح الجهوي بقسنطينة، حيث قدم مقطوعات أندلسية تقدمتها رائعة البياتي "بيض الملائكة "وختمها بنوبة سيدي بن عيسى المشهورة الغرب ركب صورة الإرهابي على الفرد العربي والثقافة السلاح الوحيد لتلميع صورته وكانت فرقة أبناء ومريدي الطريقة العيساوية قد خطفوا الأضواء قبل ذلك في بهو المسرح أين استقبلوا ضيوف الجزائر من المنشدين العالميين الكبار والمسؤولين المحليين يتقدمهم والي الولاية وممثل وزارة الثقافة بلباسهم التقليدي الأصيل الراقي وأهازيجهم المميزة. كما شهد اليوم الأول من هذا المهرجان الذي تستمر فعالياته إلى غاية الخميس المقبل صعود المنشد الشاب سراي من المسيلة الذي أبان قدرات كبيرة في الإنشاد، حيث قدم مجموعة من المدائح الدينية. ومعلوم أن المهرجان الدولي للإنشاد في طبعته الأولى الذي ترعاه وزارة الثقافة، يعرف مشاركة نوعية لكبار المنشدين المعروفين قادمين من تركيا والهند واليونان وسوريا والأردن والعراق، نذكر منهم شيخ المنشدين الترمدي، وأردا دوغان ونصير شمة.. وقال بوشناق في لقاء جمعنا به إن إقامة مهرجان دولي للإنشاد في الجزائر يجب أن يثمن عربيا ودوليا، خاصة وأن أنانية إنسان الراهن تقتضي مثل هذه التظاهرات التي تربط الفرد بالروح وتسمو به من خلال كلمات نظيفة وهادفة. واعتبر الفنان التونسي خلال ندوة صحفية، عقدها نهار أمس بنزل "سيرتا" الدولي، الثقافة السلاح الوحيد الذي تبقى للعرب لتلميع صورته أمام الغرب الذي ركب صورة الإرهابي على الفرد العربي، بعد أن أصبحت الدول العربية لا كسب لها في التكنولوجيا ولا في الإعلام. وأوضح أن الفنان هو البوق الرسمي باسم شعبه يأخذ الفكرة عن الحقبة التي ينتمي إليها، مضيفا أنه أراد من خلال الوصلة الإنشادية التي قدمها استمالة الشباب غير الملتزم بالدين وتبصيره لأبواب الرحمة والغفران الإلهي. وقد تساءل عن دور 800 قناة فضائية عربية المتواجدة حاليا، وإذا ما كانت حقيقة تؤدي الدور المنوط بها وهل تعبر عناوينها عن ماضينا ونظرتنا للمستقبل، مبرزا أنه لا يريد موقعا لنفسه وإنما يبحث عن موقف يسجله له التاريخ في ظل الإقصاء الذي يتعرض له كل أصحاب الرؤى الواضحة والضمائر والكلمة الصادقة التي تحرك الشعوب. وأكد بوشناق أن المغاربة أكثر تفتحا وعروبة، وهو ما يجعل أمر الدخول إلى بلدان المشرق أمرا صعبا، محملا هذه البلدان مسؤولية موقعنا وحالتنا الآنية.