أسدل ليلة أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة الستار على فعاليات المهرجان الدولي للمالوف في طبعته الرابعة التي حملت اسم المرحوم الفنان عبد القادر التومي والذي عرف مشاركة العديد من الفرق الفنية والفنانين المختصين من داخل وخارج الوطن والتي ساهمت في إعادة الروابط التاريخية بين الدول المشاركة والتي كانت لها سوابق في هذا الفن الأصيل لتوضيح الصورة تاريخيا على غرار فرقة روافد من المغرب بمشاركة الفنانة بيقونيا أوليفيد من اسبانيا، الفرقة الليبية بقيادة نجل المايسترو حسان لعريبي المتخصص في فن المالوف والموشحات والألحان العربية وكذا وفرقة العازفات من تونس بقيادة الفنانة أمينة صرارفي وفرقة الأندلس لإحياء التراث من سوريا الشقيقة بقيادة الفنان وعازف القانون الأستاذ زياد خوام. وقد استمتع الجمهور القسنطيني في الليلة الخامسة قبل ليلة الختام بحفل مميز، حيث رافق فرقة الجوق الجهوي بقيادة صاحب الأصابع الذهبية سمير بوقنديرة باقة من الفنانين البارزين على الساحة الوطنية والذين تداولوا تباعا على ركح المسرح بدءا من فاتح روانة من سكيكدة، ذيب العياشي ومبارك دخلة من عنابة، توفيق تواتي، حسان برامكي، رشيد سقني وبودة كمال من قسنطينة. أما ليلة الختام فقد نشطها وسط حضور جماهيري قوي، فرقة الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية بقيادة الأستاذ رشيد قرباس الذي أكد للحضور أن الموسيقى الكلاسيكية المقدمة على أساس أنها موسيقى قادمة من الأندلس مغالطة تاريخية كبيرة لأن هذه الموسيقى وحسب ذات المتحدث نتاج اجتهاد محلي بحت. وقد استهل الجوق الوطني خلال هذه السهرة برنامجه الفني بتقديم نوبة في طبعة السيكة، تلتها توشية ثم مصدر ''أول سلطان الغزال'' ومصدر ثان ''هذا الغرام الذي كتمته'' فبطايحي ''يا كيسان الريحان'' لتنتقل إلى تقديم درج أول ''قد همت بين الخلائق'' فدرج ثان ''أجي ترى يا من يعشق'' ثم انصراف أول ''يا لون العسل'' فانصراف ثان ''نظرة غزالي'' وثالث ''سلي همومك'' ليختتمه بسلسة خلاصات وسط مرافقة الجمهور بالتصفيق والإعجاب خاصة أن هذا الجوق ضم العديد من الفنانين على غرار العربي غزال، زروق مقداد، سمير بوقنديرة إضافة إلى الشباب على غرار ريغي من قسنطينة وعز الدين بوعبد الله من تلمسان كما شهد الحفل استعمال العديد من الآلات الموسيقية القديمة على غرار عود الرمل وعود جواد قورصو. نهاية الحفل عرفت تكريم الأستاذ قرباس قائد الجوق من طرف عميد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني في عناق حار أعجب كل الحضور، كما عرف تقديم درع المهرجان على الجوق الوطني من طرف الشيخ ديب العياشي، وقد كانت المناسبة مواتية لتكريم المصور التلفزيوني المتقاعد بمحطة قسنطينة السيد جمال حداد وقد تناسب التكريم مع عيد التلفزيون الإذاعة. من جهته أكد مدير الثقافة ومحافظ المهرجان الدولي للمالوف السيد تليلي فوغالي أن المهرجان لم يكن لينجح لولا دعم رئيس الجمهورية الذي خص المهرجان برعايته السامية، وكذا وزيرة الثقافة ووالي قسنطينة اللذين لم يبخلا على أسرة المهرجان، كما قدم الشكر الكبير للأسرة الإعلامية التي غطت فعاليات المهرجان وأسمعت الصوت الثقافي للمدينة، سواء المرئية، المسموعة أو المكتوبة، ضاربا موعدا بعد حوالي شهر مع مهرجان دولي آخر يخص الإنشاد والفن الصوفي بمشاركة العديد من الفنانين على غرا التونسي لطفي بوشناق.