شاءت الأقدار أن يتواجد متهم وضحيته في غرفة واحدة بمستشفى زميرلي بالحراش، بعدما تعرّض الضحية لمحاولة قتل على يد هذا المتهم الذي تمكّن من سيارة الضحية ونتيجة لقيادته المتهورة تعرض لحادث مرور مروع أودى بحياته أثناء التحقيق معه، تعرّف الضحية وهو بيطري على المتهم الرئيسي في القضية (ح.أ) بمجرد أن لمحه في نفس الغرفة التي يتواجد بها هو في المستشفى. والقضية التي أثارت استغراب من حضروا جلسة محاكمة المتهم “ز.ع” تعود إلى 29 ديسمبر 2009، حين اتفق المتهم المتوفى (ح.ا) مع صديقه (ز.ع) القاطنين بالكاليتوس بالعاصمة على سرقة سيارة بيطري، والذي اتفق معه المتهم “ح.أ” على الالتقاء به بمحطة الحافلات بالكاليتوس لغرض نقله إلى مكان آخر، ليتفاجأ الضحية في موعد اللقاء بقدوم المتهم مع شخص آخر، قال إنه يجهل هويته، واللذان استغلا فرصة إجراء البيطري لمكالمة هاتفية أثناء تنقلهم بالسيارة ووجه له الجالس من الخلف “م.أ” عدة طعنات قاتلة بالسكين، كادت أن تودي بحياته، ولولا تجربته في ميدان البيطرة لما استطاع النجاة، حيث أمسك أنفاسه وتظاهر بالموت، فتخلّصا منه بإلقائه على قارعة الطريق بالقرب من مؤسسة صينية. غير أن الضحية تمكّن من التوجه لحارس المؤسسة لطلب النجدة، واتصل الحارس بمصالح الدرك التي نقلته إلى مستشفى زميرلي بالحراش. وفي تلك الأثناء كان المتهمان قد أجريا حادث مرور مروع بسبب السرعة الفائقة في طريق كانت بها الأشغال، وتشاء الأقدار أن يتم نقل المتهم إلى نفس المستشفى وفي الغرفة نفسها مع الضحية الذي تمكّن من التعرف عليه بكل سهولة، وأطلع مصالح الأمن بهذه الواقعة التي يعد ملفها من أغرب الملفات التي عالجها مجلس قضاء العاصمة. غير أن المتهم المصاب لقي حتفه بالمستشفى أثناء التحقيق معه، في حين تم إلقاء القبض على شريكه الذي فرّ مباشرة بعد الحادث. وقد عرض شريك المتهم على محكمة جنايات العاصمة، حيث أنكر ما نسب إليه في حين التمس النائب العام تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا.