تتكبد 32 عائلة قاطنة بحي الطوب والمعروف بالشط ببلدية الكريمية في ولاية الشلف مرارة الحياة وقساوة الطبيعة والإهمال الكلي من طرف القائمين على شؤونهم· وهذ جراء الانعدام الكلي للمرافق وضروريات الحياة من ماء الشرب، الكهرباء والصرف الصحي، ناهيك عن السكنات الطوبية والقصديرية المنصبة على رقعة ترابية منحدرة مما يجعل التنقل إليها جد صعب ،إضافة إلى نقائص أخرى استطلعتها أخبار اليوم من عين المكان من هذا المجمع الطوبي والذي تنعدم به أدنى شروط الحياة. يعاني هؤلاء السكان من الغبن ومرارة الحياة منذ أن وطئت أقدامهم هذا الحي في سنة 1994، حيث لا يزال سكان هذا المجمع يعيشون تحت أكواخ وبيوت هشة ترابية تنعدم بها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، خاصة في فصل الشتاء حينما تتحول هذه البيوت إلى برك جراء المياه والأمطار التي تغمرها وتتسبب في كثير من الأحيان في خسائر معتبرة، وهو ما عرفه الحي خلال الأمطار الخريفية المتساقطة خلال الأسابيع الماضية أين عاشت هذه العائلات الويل والخوف· حيث تضررت عدة سكنات حسب تصريحات سكان هذا الحي· كما تضررت السنة الفارطة 6 عائلات إثر انهيار جزء من مساكنها الطوبية· وما يضاعف معاناة سكان هذه البيوت الانعكاسات الصحية نتيجة العوامل المناخية كالبرد القارص شتاء والحر الشديد صيفا، وذلك في ظل انعدام أدنى الشروط الصحية داخل هذه البيوت وكذا تدهور المستوى المعيشي لأغلب هؤلاء السكان· وبالوقوف على الوضعية المزرية التي تعيشها هذه العائلات نجد أن سبب معاناتهم لا يقتصر على السكنات الطوبية فقط، حيث أن جل العوامل المحيطة بهم تزيد الأمور تعقيدا، وأهم عائق يتصدر معاناة السكان هو الانعدام الكلي لقنوات الصرف الصحي، هذا العامل جعل قاطني هذه السكنات يستنجدون بحفر خنادق كحل مفروض ولا خيار عن ذلك وكل ذلك في ظل تماطل السلطات المحلية والولائية في إيجاد حلول استعجالية لهذه الفئة التي حرمت من نعمة العيش في ظل سيادة الوطن· للإشارة فإن هؤلاء طالت مدتهم في هذه السكنات حيث تفوق إقامتهم بهذه الوضعية نحو 15 سنة أي منذ أن عشعش الإرهاب بالمناطق الريفية الجبلية بولاية الشلف، وقد فر هؤلاء بجلدتهم خوفا من بطش الإرهاب، لكن بعد طول المدة وعدم توفير سبل الاطمئنان لهؤلاء السكان حال مبتغاهم دون الرجوع إلى أراضيهم الفلاحية وخدمتها رغم أن هؤلاء السكان لازالوا يقطعون يوميا مسافات تزيد عن 30 كم ذهابا وإيابا إلى مناطقهم الأصلية خدمة لبعض الأغراض الفلاحية· وللإشارة فإن أغلبهم مستعدون للعودة إلى ديارهم وهذا لا يتم إلا بتوفير الشروط الضرورية للحياة خاصة الأمنية منها باعتبارهم يقطنون في أماكن معزولة كمنطقة أمراح، البادلية والعياشين التابعة إقليميا لبلدية الكريمية، فيما توجد فئة أخرى التابعة إداريا لبلدية بني بوعتاب، هذه الظروف أرغمت هؤلاء السكان على قبول حتمية العيش المرير، حيث يطالب هؤلاء السكان بسكنات تجمع أكبادهم وتقيهم من حر الشمس وقر البرد لا غير ولاتهمهم المرافق الترفيهية أو الثقافية بقدر مايهمهم الاستقرار·