ملاسنات كلامية تحول دورة المجلس إلى حلبة صراع بعنابة تحولت، أمس، دورة المجلس الشعبي الولائي بعنابة إلى حلبة صراع وتبادل التهم بين المنتخبين المحليين، الذين وجدوا الملاسنات الكلامية كذريعة للتملص من التهم المنسوبة إليهم في إفشال ملف الإستثمار بالولاية، الذي لم يتحقق منه إلا 0.9 بالمائة، وهو رقم ضعيف أثار غضب واستياء الوالي أمام توفر المنطقة على مقومات الإستثمار والجذب السياحي، لكن تعقيدات الإدارة والبيروقراطية حالت دون الإفراج عن هذا الملف، الذي وضع بين أيدي منتخبين، أغلبهم دون المستوى وآخرون يجهلون البرامج التنموية، حسب تعليقات بعض المختصين في القطاع الإقتصادي بعنابة. أكد بعض المتدخلين، خلال فعاليات الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، على ضرورة فتح تحقيق في ملفات الفساد وعمليات نهب العقار الذي حول ولاية عنابة إلى سوق مفتوح على البزنسة وإجهاض آلاف المشاريع التنموية، بعد ضياع آلاف الهكتارات منذ 20 سنة. وقد تساءل المشاركون عن الأسباب الحقيقية في تأخر الولاية عن تعزيز الإستثمار الإقتصادي رغم أن عنابة تكتنز موقعا استراتيجيا وهياكل قاعدية متعددة، انطلاقا من الميناء والقطب الصناعي والمناطق الساحلية والأراضي الفلاحية والسكك الحديدية. كل هذه العوامل لم تساهم في القضاء على شبح البطالة التي تعدت نسبة 65٪ بالولاية. ولم يغفل المنتخبون، خلال مناقشتهم لملف الإستثمار، التذكير بأن نسبة الإستثمارات خلال التسعينيات كانت تفوق 47 بالمائة، حيث أن عنابة كانت تتوفر على رقم أعمال كبير أمام تسجيل 673 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، إلى جانب 762 مؤسسة أخرى في قطاع الملاحة والصيد البحري. وحسب متدخل آخر، فإن الإستثمار مشروع يقوم على خطوات ودراسة معمقة مع آليات التنفيذ والمرافقة لتحقيق الإكتفاء الذاتي، والمشاركة في رفع معدل الإنتاج الوطني. وفي سياق متصل عدد منتخب آخر المجالات التي من شأنها رفع رقم الإستثمارات الحالي الذي توقف عند 0.9 بالمائة، خاصة بعد استفادة الولاية خلال الخماسي 2010 2014 من نحو 229 مليار دينار، وذلك من خلال توسيع قطاع الإستثمار في الثروة الحيوانية، لأن هناك ما يعادل 10٪ من المساحات الرعوية الموجودة ببرحال والشرفة وسرايدي، إلى جانب قطاع إنتاج الحليب، إذ تم تجميع نحو 36 مليون لتر، إلا أنه - حسب المختصين - بالإمكان رفع معدل الإنتاج خلال السنوات القادمة بتوفيره الدعم الفلاحي للشباب، إلى جانب قطاع الحوامض والزيتون والنحل، والذي يبحث عن طرق جديدة للإنتاج الفعلي لمثل هذه المزروعات. وعلى صعيد آخر، تناول المنتخبون بإسهاب واقع الإستثمار السياحي الذي لم يحقق حاجيات الولاية رغم وجود 24 شاطئا وموارد طبعيية هائلة، والخلجان الأولى عالميا من حيث الجاذبية والأشكال الجميلة، إلا أن طاقة استيعاب الفنادق لا تفوق 4000 سرير، وهي غير كافية للإستثمار السياحي. ولتعزيز قطاع الإستثمار بالولاية أكد الغازي والي عنابة على ضرورة وضع استراتيجية جديدة لبعث قطاعات التنمية بالولاية.