نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبد الله غلام الله، وجود مد شيعي في البلاد، مثلما تروج له بعض الأطراف بولايات باتنة، غرداية والوادي، مستنكرا استغلال بعض الوجوه السياسية الوطنية شعار الدفاع عن الحقوق والحريات للظهور في الساحة وخدمة مصالحهم الانتخابية وتسهيل مهمة دعاة التدخل الأجنبي، وذلك من خلال محاولات خلق أقليات دينية بالجزائر “مستوى بعض الأئمة ضعيف، وسنرسل 50 إماما مؤطرا للتكوين بالأزهر” كل 8 أو 9 من مؤطري البعثة أشرفوا على 3 آلاف حاج، وكل وكالة سياحية أطرت 7 آلاف حاج اعتبر، أمس، وزير الشؤون الدينية خلال نزوله ضيفا بالقناة الثالثة، أن هناك أهدافا سياسية أكثر منها دينية بالنسبة للراعين للمسيحيين في الجزائر، بدليل إشراف الساسة الغربيين على الأمر وليس رجال الدين، معبرا عن استنكاره لتصريحات وتهجم بعض ممثلي الأحزاب السياسية الوطنية على “دين الشعب”، وربطهم الإسلام بالتطرف “عكس ما يقومون به مع المسيحيين”. وأبرز أبو عبد الله غلام الله مجهودات مصالح وزارته واستمرارها في مراقبة الخطاب الديني بالمساجد وتجندها التام لمكافحة كل محاولات الإرهابيين لتأطير الشباب ببيوت الله، بعد تسجيل تحرك تيارات ببعض مساجد الوطن، تسعى لإرجاع الجزائر إلى الوراء وعرقلة تطورها الثقافي والاجتماعي، من خلال فرض فكر رجعي بعيد عن الدين الإسلامي. واعترف الوزير بتواضع مستوى الأئمة مقارنة بالمستوى العام للمجتمع الجزائري، الذي قال إنه شهد نقلة نوعية وراقية بعد ارتفاع عدد الجامعيين والمتعلمين بصفة عامة، وأشار إلى وجود برنامج لتكوين 50 إماما مؤطرا بجامع الأزهر الشريف، ليصبحوا فيما بعد مكونين للأئمة الجزائريين، وأضاف أن هناك دورة تكوينية خلال الأسابيع المقبلة، يشارك فيها جامعيون وأساتذة شريعة، لمناقشة والتطرق لمواضيع الساعة، كالصحة والسيدا وغيرها. وفيما يخص موسم الحج، أرجع وزير الشؤون الدينية عدم رضا بعض الحجاج على سير العملية، لقلة التأطير البشري للوزارة والوكالتين المعتمدتين وكذا العدد المرتفع للحجاج، وساق غلام الله، أرقاما مفصلة عن العملية، حيث أوضح أن كل 8 أو 9 مؤطرين أشرفوا على 3 آلاف حاج، وكل وكالة سياحية أطرت 7 آلاف حاج، رغم أن طاقتها لا يتعدى الألف حاج فقط، مشيرا إلى أن موسم الحج تم في أطر عادية باستثناء ثلاثة أيام الخاصة بمنى، وأضاف أن ما عقد الأمور أكثر هو تهاطل الأمطار وقلة الخيام وارتفاع سن أغلبية الحجاج. كما قلل الوزير من الإشاعات التي راجت حول حصول البعض على جوازات سفر خاصة بالحج بطرق خارج القرعة، وقال إنها لا تصل ألف حالة في مجملها، وأشار إلى أن أغلبية هذه الحالات يتخذ أصحابها الطرق السياحية في الوصول إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج وكذا اعتمادهم على أموالهم الشخصية. وفي سياق حديثه عن الزكاة، قال وزير الشؤون الدينية، إنه لم يتم بلوغ السقف الذي حددته الوزارة بالنسبة للسنة الجارية بعد، والمتمثل في 100 مليار سنتيم، موضحا أن المبلغ الحالي يتراوح في حدود 95 مليار سنتيم، وأضاف أن “هذا المبلغ هو رمزي أمام العدد الكبير للمحتاجين بالبلاد”. وكشف غلام الله عن المشاريع المنجزة خلال هذه السنة والمقدرة ب3 آلاف مشروع، وجدد التأكيد على موقف الوزارة فيما يخص محاكمة مفطري شهر رمضان، لأنه انتهاك للمجتمع والدستور.