جيل جديد من الأئمة المثقفين لمواجهة عودة التيار التكفيري إلى المساجد التنصير له أغراض سياسية وليست دينية و لا وجود لامتداد شيعي في الجزائر كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، بان تعليمات وجهت إلى أئمة المساجد لمنع عودة الأفكار التكفيرية في المجتمع ومواجهة الفتاوى التي يحاول البعض ترويجها بين الشباب، وقال بان الوزارة تعمل على بروز جيل من الأئمة المثقفين والحاملين والمضطلعين بكل الأمور الدينية والفقهية لمواجهة رواسب سنوات الإرهاب، والرد على الحاملين للأفكار التكفيرية، من جانب آخر، أوضح الوزير، بان مصالحه تسعى لجعل صندوق الزكاة بديلا للإجراءات الاجتماعية التي تمنحها الحكومة للفقراء. قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن المساجد تحررت من الإرهاب وأصبحت تؤدي الدور المنتظر منها مؤكدا أن من يسعون في اتهام المسجد تحركهم نوايا سيئة، وقال الوزير خلال حصة إذاعية امس، بان المساجد تجاوزت المشاكل التي كانت تواجهها في السابق، وأصبحت حاليا تواجه مشاكل من نوع أخر تتعلق أساسا بتطوير المستوى العلمي والديني للائمة، وكذا طبيعة الرسالة المسجدية، وأضاف بان الوزارة تفكر في تعيين جيل جديد من الأئمة لتولى شؤون المساجد ونقل الرسالة الدينية الصحيحة. وأوضح غلام الله، بان العملية تتطلب جهدا تكوينيا كبيرا، مشيرا بان الوزارة قامت هذه السنة بإرسال 50 إمام إلى الأزهر لتحضير الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية دورية لفائدة الأئمة عبر كل الولايات ينشطها أساتذة جامعيين يتم خلالها التطرق إلى مختلف القضايا الفقهية المطروحة، وكذا بعض القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع والتي يمكن للمساجد أن يساهم في علاجها. وأكد الوزير، بان مصالحه أصدرت تعليمات بمنع إلقاء الخطب في المساجد من دون الحصول على إذن مسبق، وقال بان المعلومات التي بحوزة مصالحه، تؤكد بان المساجد لا تزال مستهدفة من قبل الأطراف التي تحاول زرع التيار التكفيري، مشيرا بان الوزارة تقوم بتحسيس الأئمة بخطورة هذه الفئة وضرورة التصدي لها، من خلال مواجهة انتشار هذه الأفكار خاصة بين الشباب المتدين التي تبقى الفئة الأكثر استهدافا من قبل حاملي الأفكار التكفيرية. كما عاد الوزير إلى قضية مسجد أغريب بولاية تيزي وزو، وقال بان الوزارة امتنعت عن التدخل مباشرة في الخلاف الذي نشب بين سكان المنطقة، وفضلت تشجيع الحوار للتوصل إلى حل يرضي الجميع، وقال أن أصل الخلاف يعود إلى رغبة البعض توسيع المسجد الذي كان بالقرية، فيما فضلت مجموعة أخرى إقامة مسجد جديد بحجة أن المسجد القديم غير جائز للصلاة، وهو ما أثار حفيظة بعض السكان، وقال بان بعض الأطراف السياسية حاولت إقحام نفسها في الصراع، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح في تحويل الخلاف من نزاع بين تيارات دينية إلى خلاف سياسي. تتتت كما تطرق الوزير إلى ملف التشيع في الجزائر، بحيث نفى الوزير وجود للتشيّع بالجزائر، وأكد وزير غلام الله، أن ما تروّجه بعض المواقع عن وجود آلاف من الجزائريين تشيّعوا في السنوات الأخيرة، هي نسب عارية عن الصحة ومجرد شائعات. وقال بان الأطراف التي تحاول ترويج أطروحة امتداد التشيع في الجزائر، تحاول استغلال القضية من اجل تبرير خطابها الديني وتمرير رسالتها على أنها مواجهة للامتداد الشيعي، ما يجعلها أكثر قبولا في المجتمع. وقال الوزير، بان من عادات وتقاليد المجتمع الجزائري حب الرسول (عليه الصلاة والسلام) واَل البيت، ولكن ذالك لا يجعل منهم شيعة. وعن ظاهرة التنصير، قال الوزير بان القضية التي تأخذها في ظاهرها أبعادا دينية، تخفى في الحقيقة خلفيات سياسية، تسعى إلى خلق أقليات دينية في الجزائر، يمكن مستقبلا أن تبرر التدخل الأجنبي بحجة حماية هذه الأقليات الدينية، كما تحدث عن قضية منتهكي حرمة رمضان، وأبدى تأييده لتوقيف مفطري رمضان جهرا. وبخصوص تقييمه لموسم الحج الأخير، اعترف وزير الشؤون الدينية بعجز الوكالتين السياحيتين "النادي السياحي الجزائر والديوان الوطني للسياحة والأسفار" في التكفل ب14 ألف حاج خلال موسم الحج، وقال بان التقييم الأولى اظهر عدم قدرة الوكالتين على التكفل بعدد الحجاج الذين تم الترخيص للوكالتين بنقلهم إلى البقاع المقدسة، مشيرا بان قدرات الوكالتين لا تسمح لهما سوى التكفل بألف حاج فقط، مشيرا بان الوزارة ستعمل على تدارك المشاكل العام القادم، وذالك على ضوء التقرير الذي ستقدمه لجنة كلفت بإعداد تقرير حول موسم الحج الأخير والذي سيعرض الأسبوع القادم. وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أن موسم الحج 2010 لم يكن كارثيا بالدرجة التي تحدثت بها وسائل الإعلام، مشيرا بان الموسم كان عاديا باستثناء بعض مشاكل في نقل الحجاج إلى صعيد عرفات، والإقامة في منى. وقال الوزير أن المشكل الوحيد الذي واجه بعض الحجاج كان في منى بسبب عدم توفر العدد الكافي من الخيام لإيواء كل الحجاج، مشيرا بان الجزائر حصلت على 44 خيمة فقط وهو ما لا يسمح بإيواء كل الحجاج، إضافة إلى تساقط الأمطار التي زادت من متاعب الحجاج وبخصوص حصيلة صندوق الزكاة، أوضح الوزير، بان حصيلة جمع الزكاة في 2010 حققت الأهداف المسطرة، بحيث بلغ حجم الأموال التي تم جمعها في إطار صندوق الزكاة 95 مليار سنتيم، مشيرا بان الرقم يبقى منخفضا مقارنة مع الحاجيات الاجتماعية للفقراء التي تبقى اكبر بكثير من حجم الأموال المقدمة في شكل مساعدات عبر الصندوق، مشيرا بان حجم المساعدات المقدرة حاليا ب 5 آلاف دينار لكل عائلة فقيرة ضعيفة ولا يمكنها أن تساعد العائلات على تجاوز مشاكلها الاجتماعية. وتسعى الوزارة إلى توسيع دائرة المزكين من خلال إشراكهم مباشرة في عمليات توزيع أموال الزكاة على المحتاجين في المساجد مباشرة وقال الوزير، بان الحكومة تسعى لجعل صندوق الزكاة بديلا للإجراءات الاجتماعية والمساعدات الممنوحة للفئات المحرومة، بحيث يتم إحصاء عدد الفقراء في الأحياء وتسجيل أسمائهم في قائمة للاستفادة من الأموال. وأوضح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أن 3600 شاب استفادوا من قروض الزكاة الموجهة لاستحداث مؤسسات صغيرة وأوضح أن مشاريع هؤلاء الشباب تنتمي إلى مجالات متنوعة كالصناعة و الزراعة و الخدمات. وقال بان بعض الولايات استفادت من 400 قرض، مشيرا بأنه سيقوم الأسبوع المقبل بتوزيع قروض في إطار صندوق الزكاة، موضحا بان لجان ولائية تم تشكيلها لمساعدة الشباب على تأسيس مشاريعهم