حركت الأرقام المخيفة لعدد التلاميذ الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا بإعاقات وعاهات دائمة بسبب حوادث المرور التي جرت بالقرب من المدارس، وزارة التضامن الوطني، التي أعلنت عن جهاز جديد للوقاية من هذه الأخيرة، بمحاذاة المؤسسات التربوية، عن طريق تخصيصها 500 عون يسهرون على الحفاظ على سلامتهم، على مستوى 250 نقطة سوداء بالعاصمة بعد أن أحصت ما يقارب 17 ألف طفل متمدرسين ضحية الطرقات، منهم أكثر من 15 ألف طفل أصيبوا بجروح، كما سجلت وفاة أكثر من ألف و200 آخرين. كشف، أمس، سعيد بركات، وزير التضامن الوطني، عن مشروع كفيل بالحد من حوادث المرور، بالقرب من المؤسسات التربوية لاسيما المدارس الابتدائية، ويعتمد على برنامج يرمي إلى الحفاظ على التلاميذ من مخاطر الطريق، على حد قول الوزير، الذي أكد أن هذا البرناج يرتكز على ترتيب نشاطات الإدماج الاجتماعي الموجه لفئة الشبان العاطلين عن العمل؛ إذ يتم تجنيد أعوان مجهزين، على مستوى كل مدرسة بولاية الجزائر تتواجد على محور طريق خطير، من أجل إعانة الأطفال على اجتياز الطريق بأمان وإسعافهم عند حالة الاستعجال. وأضاف بركات في ندوة صحفية نظمت عقب إعطائه إشارة انطلاق عمل جهاز جديد للوقاية من حوادث المرور في الوسط التربوي لاسيما مدارس التعليم الابتدائي، بمدرسة محمد زكال، ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة، أن هذا المشروع ذو بعد وطني، سيخصص في المرحلة الأولى على مستوى 21 بلدية على مستوى العاصمة، بعد أن حددت 250 نقطة سوداء على مستواها تقع فيها حوادث مرور خطيرة يذهب ضحيتها عشرات التلاميذ، على غرار ما حدث مؤخرا بولاية ورقلة، حيث تعرض طفل في العاشرة من عمره إلى حادث فظيع على حد ما نقلة الوزير، إذ مرت شاحنة على جسده قطعته نصفين. كما أن حوادث طرق عديدة تحصل يوميا على مستوى طرقات الوطن، خلفت وراءها، حسب ذات المسؤول، 16 بالمائة من الإعاقات، والأخطر من ذلك حسبه أنها أضحت تستهدف التلاميذ المتمدرسين، وبالقرب من مؤسساتهم التعليمية، حيث تشير الحصيلة الرقمية من جانفي 2005 إلى أكتوبر 2010 إلى تعرض 15 ألف و503 طفل لجروح ووفاة ألف و201 طفل آخر نتيجة حوادث السير. ويأمل وزير التضامن من وراء تجنيد 500 عون على مستوى البلديات ال21، التقليل من هذه الظاهرة الخطيرة، مؤكدا أنه تم تخصيص وبداية من يوم أمس الاثنين عونين أمام كل مدرسة يرتدون زيا موحدا، يسهرون على تنظيم حركة المرور أمام المدارس وحماية التلاميذ من هذه الحوادث، بعد أن تم إخضاعهم إلى تكوين أولي تحت إشراف إطارات من الحماية المدنية والتربية الوطنية معلنا في نفس السياق بأن العملية سيتم تعميمها على المدن الكبرى على غرار وهران وعنابة وقسنطينة قريبا. وستتكفل وزارة التضامن بدفع رواتب هؤلاء الأعوان، في إطار عقد لمدة سنة، براتب يقدر ب6000 دينار والتغطية الاجتماعية، وضمان التقاعد لهم مستقبلا، ليوضعوا تحت تصرف البلديات والمدارس مؤكدا في نفس الوقت استمرار ودوام هذه العملية، حيث أن الأعوان سيعملون حتى في العطل الفصلية.