أكدت، أمس، برقية صادرة عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبمدريد، نشرتها صحيفة “الباييس” الإسبانية، أن مصدر تمويل تفجيرات مدريد عام 2004، عائدات المخدرات المنتجة بالمغرب، حيث أدت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن الإسباني إلى حجز أموال طائلة من عائدات المخدرات، إضافة إلى اعتقال 246 مغربي تورطوا في تموين الجماعات المتطرفة بإسبانيا. وذكرت المراسلة أن تفجيرات قطارات مدريد يوم 11 مارس من العام 2004، كانت بدعم وتمويل عائدات المخدرات، التي كان يقوم على توصيلها إلى الجماعات المتطرفة بإسبانيا المدعو “شينو”، أو جمال حميدان، حيث عثرت قوات الأمن الإسبانية بعد مداهمة معاقل الخلية التي نفذت عملية التفجير بضواحي مدريد، على مبالغ طائلة من الأموال الموجهة لدعم نشاط هذه الجماعات بإسبانيا. وأضافت البرقية أن الأمن الإسباني قام باعتقال 246 شخص من جنسية مغربية، كانوا على صلة بتجارة المخدرات وبدعم نشاط الجماعات المتطرفة الناشطة بإسبانيا، والتي كانت غالبا مكونة من عناصر مغربية وجزائرية، ينتمون للجماعة الإسلامية المسلحة، قبل أن تتحول إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، اللتين أكد ذات المصدر نشاطهما المستمر بإسبانيا سنوات التسعينيات، رغم الاعتقالات التي طالت عناصرهما. وأشارت البرقية إلى أن عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة لم تكن تتوقف عن نشاطها رغم الاعتقال والسجن، حيث كانت تنظم مباشرة بعد قضاء فترة العقوبة بالسجون الإسبانية، إلى جماعات أخرى متطرفة، وعلى رأسها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الأمر الذي يظهر تشدد هذه العناصر التي تشبعت بالفكر التكفيري الخاطئ. كما عادت البرقية إلى استقرار الإرهابيين بإسبانيا، الذين قدموا عموما من شمال إفريقيا سنوات الثمانينات والتسعينات، وقالت إنهم قاموا بتغيير وجه إسبانيا وأسسوا قاعدة كبيرة لاستقطاب الشباب في الجماعات المتطرفة.