أفرجت السلطات المالية عن الإرهابي عمر الصحراوي، المرحل من موريتانيا والمدان ب 12 سنة سجنا بتهمة اختطاف ثلاثة من عمال الإغاثة الإسبان وتسليمهم لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي شهر نوفمبر من العام الماضي، ليتكرر بذلك نفس سيناريو الجاسوس الفرنسي، بيار كامات، الذي تمت مبادلته بأربعة إرهابيين شهر فيفري الماضي مقابل تحريره. وبحسب وسائل إعلام محلية في شمال مالي، فقد أفاد محمد، ابن عم المرتزق عمر الصحراوي، أنه تم الإفراج عن قريبه، وأضاف “لقد أفرج عن قريبي عمر قبيل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين”، مؤكدا على سلامته لدى وصوله إلى بيت أهله، حين قال “نعم، لقد رأيت ابن عمي عمر بأم عيني”. وأكد خبر الإفراج عن الإرهابي عمر الصحراوي مصدر مقرب من المفاوضات التي أدت الى الإفراج عن الرهينتين روكي باسكوال وألبرت فيلالتا، حيث كانت عودة المتهم عمر الصحراوي إلى مالي من الشروط التي طلبها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مقابل إطلاق سراح الإسبانيين. وأفادت صحيفة “أل موندو” الاسبانية، أمس، على موقعها الالكتروني ومن دون أن تذكر مصادرها، أن الحكومة الاسبانية قدمت فعلا فدية للتنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في المغرب الإسلامي نظير الإفراج عن الرهينتين الاسبانيين اللذين كان يحتجزهما. وأكدت الصحيفة أن القسم الأول من المبلغ، وقدره 3.8 ملايين أورو، دفعتها مدريد في جانفي، لكن قسما كبيرا من الأموال أخذها الوسطاء، ولم يصل في النهاية إلا مبلغ 1.5 مليون يورو الى الخاطفين الذين كانوا يطالبون ب3.8 ملايين أورو. ولم تتحدث مدريد، الاثنين، عن أية فدية لدى إعلانها رسميا الإفراج عن المتطوعين في منظمة اكسيو سوليداريا الاسبانية، اللذين كان يحتجزهما التنظيم الإرهابي منذ نوفمبر، واكتفى رئيس الحكومة لويس ثاباتيرو في تصريح مقتضب بشكر أجهزة الاستخبارات الاسبانية لما أنجزته، وكذلك “الحكومات الإفريقية في منطقة” احتجاز الرهائن. وتحدث، أمس، الإعلام الاسباني وخاصة الصحافة المكتوبة بإسهاب عن احتمال توتر العلاقات بين مدريدوالجزائر، خاصة إذا تأكدت فرضية دفع الفدية للتنظيم الإرهابي كمقابل لتحرير الرهينتين الاسبانيين، حيث أشارت عديد وسائل الاعلام بمدريد إلى أن الجزائر أكثر المتضررين من نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد استعماله عائدات الفدية المالية لتمويل عملياته الدموية على الأراضي الجزائرية، وتساءلت صحيفة “أ.بي.سي” الاسبانية عن القيمة الحقيقية التي دفعتها الحكومة الاسبانية للتنظيم، قائلة “كم دفعت إسبانيا لقاء تحرير فيلالتا وباسكوال”، مذكرة بعنوان عريض بتعهد إسبانيا السابق للجزائر بعدم دفع أية فدية لقاء تحرير رهائنها. وأكدت وسائل الإعلام الاسبانية بأن مدريد ستقع في حرج كبير مع الجزائر، التي تعد شريكا استراتيجيا وأحد الممولين المعتمد عليها في تحقيق الأمن الطاقوي الاسباني بنسبة كبيرة، إذا ما تأكد فعلا أن مدريد دفعت أموالا لهذا التنظيم الإرهابي، الذي لايزال ينشط على الأراضي الجزائرية، خاصة وأن مدريد سبق وأن قدمت تعهداتها للجزائر خلال القمة الثنائية رفيعة المستوى بين بوتفليقة وثاباثيرو، شهر جانفي الماضي في مدريد.