تأمل روسيا في الاستحواذ على حصص أصول شركة “بي.بي” البريطانية بالجزائر، وذلك بعد أن عرضت هذه الشركة البترولية أصولها للبيع مطلع السنة الجارية، لتعويض خسائرها من بقعة تلوث خليج المكسيك، وهي تتنافس مع شركة قطر للبترول في ذلك، ويتوقف هذا التنافس عند رغبة سوناطراك في حال تنازلها عن شراء الأصول وميلها إلى البيع الخارجي للأجانب وفسّر وزير الطاقة الروسي، سيرجي شماتكو، في تصريحاته مؤخرا، هذا “الميل” من قبل سوناطراك، حيث استشفه من تعاملاتها وعدم قدرتها على توفير التكنولوجيات وتطويرها وفق ما تتعامل به “بي.بي” البريطانية، وما تتطلّبه سوق البترول الدولية، موضحا أن روسيا وعبر شركتها “تي.ان.كي.بي.بي”، الذراع الأيمن لروسيا، ستكون قادرة على رفع التحدي وتوفير كل شروط التعاملات، ومناخ الاستكشافات، والاستجابة لتطلعات الجزائر والسوق الدولية على حد سواء، فيما اعتبر تنازل سوناطراك عن شراء أصول الشركة البريطانية ضروري، لعدم توفر التقنيات والتكنولوجيات المتطورة، التي من الواجب توفرها في مثل هذه الاستكشافات النفطية، مع تطوير العتاد دوريا تماشيا ومراحل التسويق وتغيرات السوق، بالرغم من أن سوناطراك تمتلك عدة حقول نفطية محليا ودوليا. وهي تحاول في كل مرة أن تستحوذ على حصص أجنبية في بلدان القارة والبلدان العربية، وتعزز من مكانتها بدليل قيامها بدورات تدريبية لصالح إطارات شركات أجنبية، لذلك يبقى سرّ “التنازل” عن شراء أصول الشركة البريطانية في الجزائر، مرهونا بتطورات أخرى خارجة عن نطاق المحروقات، خصوصا وأن قطر أيضا تنوي أخذ أصول هذه الشركة، وتتابع الملف عن قرب، بما أنها تكسب ثقة الدولة الجزائرية، وتطرح عدة تقنيات للاستكشاف في المشاريع النفطية، وذلك ما أبانته زيارة أمير قطر الأخيرة للجزائر، عقب إعلان فوز بلاده باحتضان كأس العالم مباشرة، وهي الخطوة التي يؤكد بشأنها الخبراء أنها تندرج ضمن “تسييس” العلاقات الاقتصادية بين البلدين، طبعا تكون في صالح قطر بالدرجة الأولى، كما أنها تخدم الجزائر لتقارب الوجهات بين البلدين. وأثنى وزير الطاقة الروسي على مرشحة بلده، شركة “تي.ان.كي.بي.بي” للظفر بصفقة أصول الشركة البريطانية، وقال إنها شركة واسعة التعامل ولها قدرات فائقة في التبادل التجاري مع كل المؤسسات المحلية والأجنبية ومعظم دول العالم، مشيرا إلى نفوذها التسويقي، معتبرا إيّاها الحل الأنسب للجزائر، في حال أمضت على شراء الأصول المذكورة، وهو في ذلك يقدم طلبا غير مباشر للجزائر، قصد السماح للشركة الروسية باقتناء أصول الشركة البريطانية المتواجدة بحاسي مسعود، مع التنازل عن الأصول من قبل شركة سوناطراك، المعني الأول بحق الشفعة في حال رغب أي مستثمر أجنبي في مجال النفط، مقيم لنشاطه بالجزائر، أن يبيع حصص شركته أو يبيع الشركة ككل.