لا أدري مدى صحة ما قاله المدعو “سيد أحمد العياشي”، الذي تحدث أمس في جريدة الزميل احميدة العياشي، والذي أطلق على نفسه صفة رئيس التجمع من أجل الوئام الوطنى، حيث قال إن شقيق رئيس الجمهورية، السعيد بوتفليقة، هو رئيس الحزب، وسيكون مرشحه للرئاسيات سنة 2014 .. إن صح هذا الكلام - وما أكثرهم هذه الأيام المهادنين والمتملقين للرئيس ومحيطه، من جمعيات أصدقاء برنامج الرئيس وما شابهها - فإن السؤال الذي يفرض علينا طرحه وبكل شفافية وموضوعية هو: هل هناك شرخ في الفريق الرئاسي؟ لأن الجميع كان يرى في السعيد بوتفليقة الذراع الأيمن لشقيقه الرئيس، فهل أنه لم يعد كذلك ؟ أم أن ليس لديه أية ثقة في التحالف الرئاسي الذي ساند الرئيس في الاستحقاقين الأخيرين وأعطاه ما لا يقل عن 75 في المائة من نواب البرلمان، أو بعبارة أخرى أن الشقيق لم يجد له مكانا ضمن هذا التحالف الرئاسي الذي جعل من المصالحة الوطنية التي نسب إليها حزب “الأرسيان”، معركته السياسية. وإذا كان فعلا بوتفليقة الشقيق ينوي الترشح لرئاسيات 2014، وهذا حق مكفول دستوريا لأي مواطن جزائري بالغ وعاقل، فهذا يعني ضمنيا أن الرئيس بوتفليقة لن يترشح لهذا الاستحقاق، أي أن هذه العهدة هي آخر عهدة لرئيس الجمهورية، إلا إذا كان بوتفليقة الأصغر سيترشح ضد بوتفليقة الأكبر، وإن كانت في الحقيقة هذه الفرضية مستحيلة، لأن لا السعيد بوتفليقة يقوى على منافسة شقيقه الرئيس، ولا “الارسيان” التي يقودها هذا النكرة العياشي، يقوى على منافسة أحزاب في وزن الأفالان ، وأرندي أويحيى أو حمس، وليست الزوايا التي قال إنها ستساند ترشيح السعيد بوتفليقة هي التي تقلب الموازين السياسية في البلاد، لأن هذا العياشي لو كان حقا سياسيا محنكا لعرف الهدف الاستراتيجي من إعادة بعث الزوايا الطرقية، وهو لقطع الطريق على الإسلام السلفي، ولا أظن أن الذي بعث الحياة في هذه الزوايا التي من المفروض أنها تتناقض مع روح الدولة العصرية ومع منطق الديمقراطية، سيمنح لها هذا الدور الكبير جدا، الذي هو “ اختيار” الرؤساء. ثم إن كلاما كهذا عبر الجرائد، ألا يشوش على أداء رئيس الجمهورية ويخلق له ولمحيطه عداوات هو في غنى عنها؟؟