في الحقيقة، ومنذ اللحظة الأولى التي طرح فيها علي الصحفي عبد اللطيف بلقايم إجراء حوار مع الرئيس والناطق الرسمي للأرسيان، خاصة وأنه قال لي، أنه يدّعي أنه قريب من شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، وأن له علاقة مباشرة به، وأنه يعمل لصالحه من أجل الترشح لرئاسيات عام 2014، أثارني الأمر ولم أكد آخذ الأمر بالجدية، لولا استماعي للحوار الذي أجراه صحفينا مع السيد سيد أحمد عياشي·· لقد كان يتكلم وهو في غاية الثقة من نفسه، خاصة وأنه ذكر أسماء في حوار قال أنها تنشط إلى جانبه لصالح ترشح سعيد بوتفليقة، بل قال، أنه تمكن من جمع 700 ألف توقيع وأنه اتصل بكل شيوخ الزوايا·· لم ننشر الحوار في حينه، بل احتفظنا بالحوار حوالي 5 أيام، لنتأكد من شخصية المصرح، ومن مساره·· وبالرغم أن الشك ظل يساورنا، إلا أننا وجدنا الحل في نشر الحوار، وبالفعل كما توقعنا، أن الحوار لم يمر مرور الكرام، فلقد كانت الضجة التي أثارها صاخبة، وتمثلت هذه الضجة في ردود الأفعال التي أثارها الحوار، سواء داخل أو خارج البلاد، وفي أكثر من وسط وموقع، إلا أن المفاجأة هي اتصال رئيس الحزب نفسه بنا، ليسجل تراجعه عن أقواله، ولقد بدا لنا ذلك في غاية الإثارة·· لأننا قبل نشر الحوار أكدنا معه صحة أقواله، وقد قمنا بتسجيل الحوار معه·· وبالفعل قَدِم رئيس الحزب إلى الجريدة وتراجع عن أقواله، متهما نفسه بأنه لم يكن يقل الحقيقة، لكننا طلبنا منه توقيعا رسميا على أقواله وتراجعه، وبالفعل أمضى وثيقة تراجعه عن أقواله·· والسؤال الذي يبقى مطروحا، لماذا أقبل السيد سيد أحمد عياشي الذي بدا في أول وهلة واثقا من أقواله بهذه السرعة للتراجع عن ما صرح به للجريدة، منذ يوم فقط؟! ربما الأيام القادمة، سوف تكشف لنا عن مثل هذا التناقض· لكن لابد أن نضيف أن تصريحا مثل هذا، يكون قد قضى على كل تلك الإشاعات التي كانت تتحدث عن ترشح محتمل لشقيق الرئيس سعيد بوتفليقة إلى رئاسيات .2014