حرم العشرات من المهندسين في الإعلام الآلي المتخرجين في إطار النظام الكلاسيكي قبل سنة 2002 من التسجيل في السنة الثانية ماستر بعد فتح كلية العلوم وعلوم المهندس بجامعة عبد الحميد بن باديس أبواب التسجيلات للراغبين في مواصلة دراستهم امتثالا لقرار وزاري حيث اصطدم المهندسون برفض اللجنة التي أوكلت لها مهمة فحص الطلبات لملفاتهم، بحجة غياب بعض المقاييس عن البرنامج القديم قبل تحديثه مع بداية الإصلاحات التي طالت الجامعة الجزائرية قبل سنوات. استغرب العديد من المهندسين في الإعلام الآلي الذين اتصلوا ب “الفجر” تعامل الإدارة مع طلباتهم للتسجيل في السنة الثانية ماستر، حيث لم تعلن الإدارة حسبهم أي شروط مسبقة، ليفاجأوا بطلب استكمال ملفاتهم دونا عن باقي المتخرجين، وهذا بضم وثيقة تلخص برنامجهم الدراسي الذي لم يكونوا طرفا فيه، ثم ترفض ملفاتهم بالكامل بحجة نقص ثلاثة مقاييس أساسية في البرنامج، وهو ما يحرمهم نهائيا من التسجيل، فيما يعتبر المهندسون هذا الرفض تعاملا بمكيالين بين طلاب يتمتعون بنفس الحقوق، وبين مهندسين لم يختاروا برنامجهم كما لم يختاروا ظروف تكوينهم، حيث أكد العديد منهم أن الظروف الحالية تختلف بكثير عن المآسي التي عاشوها أيام العشرية السوداء، حسب تعبيرهم، حيث كان الطالب الجامعي يتحدى الموت لاستكمال تكوينه، ليقابل اليوم بحرمانه من مواصلة الدراسة وهو أدنى حق، وأضافوا أن العديد منهم قد شاركوا في تدريس بعض المقاييس حتى بعد الانتقال إلى نظام “أل.أم.دي”. كما أكد المهندسون ل “الفجر” أن تحول الجامعة الجزائرية إلى نظام تكويني جديد يستدعي التفكير في معادلة الشهادات المقدمة، حيث يمكن حسبهم إيجاد حلول لمشكل المقاييس الناقصة باستحداثها بالنسبة لطلبة السنة الثانية ماستر، أو بالسماح للطلبة بالتسجيل في السنة الثانية ماستر، ومتابعة دروسهم في المقاييس المعنية في السنة الأولى، كحل استثنائي يتماشى مع فترة التحولات العميقة التي تعرفها الجامعة، وهي الطريقة المتعارف عليها عالميا، عوض سد الأبواب في وجوههم، ما يستدعي تدخلا عاجلا من الوزارة الوصية. وقد اتصلنا بنائب عميد الكلية الذي أكد تجاوبه مع مطالب المهندسين، ووعد في المقابل بالتفكير في حلول لمشكلتهم خلال السنة الجامعية القادمة، وأضاف أن القضية بيداغوجية بالدرجة الأولى، حيث لا يمكن قبول طالب في السنة الثانية ماستر مع ثلاثة مقاييس ناقصة، في حين يعتبر هذا الطالب مرشحا في حال قبول ملفه للحصول على شهادة الدكتوراه.