لم تعد يوميات قاطني حي شريف يوسف ببلدية الأربعاء، الواقعة إلى شرق مدينة الورود، تخلو من الاستياء والتذمر الدائمين، نتيجة لما يعانونه من سياسة التهميش والإقصاء التي تمارسها في حقهم السلطات المحلية، والتي لم تتمكن حسبهم من تحقيق وعودها القاضية بتحسين إطارهم المعيشي بالقضاء على مشاكل ظلت لسنوات لصيقة بهذا التجمع السكاني الهام. وأصبح الاهتراء، حسب سكان حي شريف يوسف، مرادفا لحالة الطرقات وقنوات الصرف الصحي، فالطرقات التي لم تعد تتحمل حركة المرور الكثيفة التي تشهدها يوميا باتت فضاء مفتوحا للبرك المائية التي تنتشر بها منذ تساقط أولى الأمطار الموسمية، وهو ما جعل سائقي المركبات في حال استياء شديد بالنظر إلى انعكاسات الأمر على حالة سياراتهم التي يضطرون من خلالها يوميا للقيام بمناورات صعبة لتجنب الوقوع في فخ الحفر التي لا تخلو منها طرقات الحي. والأخطر من ذلك أن أبناء الحي يلهون أمام قنوات صرف صحي مفتوحة في الهواء الطلق، دون تسجيل أي تدخل من قبل السلطات المعنية لتدارك الوضع، في حي يعد من بين الأحياء العتيقة على مستوى بلدية الأربعاء، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى ما بعد الاستقلال مباشرة غير أنه بقي بعيدا عن كل عمليات التهيئة العمرانية التي حظيت بها البلدية وهو ما لم يجد له المواطنون أي تفسير منطقي. وبمجرد الدخول إلى الحي تشد انتباهك إحدى قنوات الصرف الصحي تفرغ محتواها غير بعيد عن المدرسة الابتدائية التي يبقى تلامذتها معرضين للوقوع في المياه العفنة، بالرغم من إقدام بعض المواطنين على وضع ما يشبه ممرا من الخشب فوقها لتجنب غمرها لأرجل العابرين عبر تلك الجهة، إلا أن هذا الحل البدائي يبقى بعيدا عن الحلول المستعجلة التي يتطلبها مثل هذا الوضع، المتمثل في إعادة صيانة شاملة لشبكة قنوات الصرف الصحي لتفادي حدوث كارثة وبائية بالمنطقة في حال اختلاط تلك المياه بتلك الصالحة للشرب. ومن جهة أخرى يجد قاطنو الحي المذكور أنفسهم في كل مرة مجبرين على انتعال الأحذية المطاطية بسبب كثرة الأوحال والطمي، لاسيما في المنطقة المسماة ”الشعبة”، التي تعد منحدرا لمياه الأمطار التي اختفى المجرى الذي كانت تمر عبره، بعد أن أقدم العديد من السكان على بناء سكناتهم في مجرى واديين اثنين كانا يمران بالمنطقة في السنوات الماضية، وإذا ما كانت تلك الفئة تتحمل في هذا الشق جزءا كبيرا من المسؤولية، فان السلطات المحلية تبقى بدورها مسؤولة عن عدم توفير بالوعات على مستوى الحي لدرء احتمال غمر مياه الأمطار لبيوت السكان. يذكر أن مشروعا للتهيئة العامة كان قد برمج بحي شريف يوسف، وخصص له غلاف مالي معتبر، غير أنه مازال مجمدا منذ أشهر، حسب ما أفاد به مصدر من البلدية بعد انسحاب المقاولة التي حظيت بالمشروع لأسباب مجهولة يأمل المواطنون تداركها في أقرب فرصة بغية إعادة الاعتبار لحيهم وتحسين إطارهم المعيشي.