على غير عادة أيام السنة، تحتفل العائلات الوهرانية بليلة رأس السنة بشراء حلويات “لابيش” المحضرة على شكل جذع شجرة ومزينة بقطع الشوكلاطة ومختلف الكريمات والألوان، خاصة اللون الأبيض، الذي يأخذ خاصية مميزة للثلوج وهي الصور التي تجدها بكل المخابز المختصة في صناعة الحلويات التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل المواطنين، حيث لا ترى طيلة هذا اليوم إلا علب حلويات “لابيش” بمختلف الأحجام والأشكال. كما يفضل الكثير من الشباب التوجه إلى طريق الكورنيش الوهراني لقضاء ليلة رأس السنة داخل محلات الملاهي الليلية والكباريهات، وذلك ما تعكسه طريق الكورنيش، خاصة في تلك الليلة من كل سنة، حيث تتوافد عليه سيارات بكثرة وحتى سيارات الأجرة التي يفضل أصحابها وجهة البحر ببلدية عين الترك، في الوقت الذي لا تخصص العائلات الوهرانية وجبة عشاء خاصة، على غرار عيد عاشوراء والمولد النبوي الشريف وغيرها من الأعياد الدينية الإسلامية. ومن جهة أخرى، يكثر في ليلة رأس السنة الميلادية تناول المشروبات من قبل العائلات، مع قطع حلويات “لابيش” على أنغام موسيقى “الراي” الراقصة، كفأل لتكون سنة جديدة حلوة وأيامها سعيدة وذلك إلى غاية الإعلان عن حلول السنة الميلادية الجديدة. وبالرغم من ذلك تبقى الأقلية من سكان الباهية ترفض التمسك بهذه العادات الأجنبية الدخيلة على مجتمعاتنا كمسلمين، حيث يقاطعون شراء الحلويات ويعتبرون تلك الليلة كبقية أيام السنة دون أي شيء مميز فيها. وأمام هذا الطلب الاحتفالي، تشهد قاعات الحفلات إقبالا استثنائيا، يستغل مسيروها هذه الليلة للربح السريع بتنظيم حفلة خاصة، ويقومون بإعداد برنامج فني متميز ينشطه عدد كبير من نجوم أغنية “الراي”، خاصة الأغاني الراقصة، وذلك ما تشهده تقريبا معظم القاعات بوهران المنتشرة بوسط المدينة وعبر جميع أحيائها، وهو نفس الوضع الذي تشهده أكبر الفنادق بالولاية، والتي تقيم حفل عشاء مميزا مصحوبا بحفل فني صاخب إلى غاية بزوغ فجر اليوم الموالي من رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث يرفعون من تسعيرة التذاكر التي تصل إلى السقف، لا لشيء إلا للتقليد الأعمى للأجانب.