أشار مراح زيدان، الأمين العام لوزارة الري، إلى أن 438 عون مؤهلين سيباشرون خلال الفترة الخماسية 1020- 2014 في القريب العاجل خرجات ميدانية لمراقبة مدى استهلاك المياه الموجهة للري على المستوى الوطني. وقال خلال زيارة قادته لولاية قسنطينة في تصريح لواج إن المياه ستشهد في المستقبل معاينة مستمرة من طرف شرطة المياه التي سيسهر المنتمون إليها على ملاحظة المقدار الذي يتم استهلاكه من المياه، كما أضاف ذات المتحدث أن مختلف المنابع والأنقاب غير القانونية سيمسها برنامج خاص لتسوية وضعيتها، وهو ما سيمكن من وضع عدادات بها لتحديد بدقة احتياجات الفلاحين في مجال السقي. وأكد السيد مراح كذلك أن هذا المسعى سيمكن أيضا المسؤولين المعنيين من إعداد مخطط عمل يهدف على “إعادة تشكيل” مصادر المياه الجوفية التي انخفض مستواها “نسبيا” عبر عديد مناطق البلاد. ولدى تطرقه لمختلف أشكال التبذير التي تظل تعترض عملية السقي الفلاحي عبر مجموع التراب الوطني، أوضح ذات المسؤول أنه حان الوقت لاتخاذ تدابير تصحيحية تتماشى مع إستراتيجية “ديمومة الماء الذي نستعمله”، والتي تبنتها وزارة الموارد المائية. واستنادا للأمين العام لوزارة الموارد المائية فإن درجة تبذير مياه السقي تبلغ أحيانا “مستويات مقلقة”، بحيث أنها تتعدى “بكثير” الكميات الضرورية من أجل سقي عادي. وفي استشهاده على هذه المعاينة، أشار ذات المسؤول إلى أن على مستوى بعض المحيطات يقوم الفلاحون باستغلال أزيد من 30 مترا مكعبا من الماء في الهكتار الواحد، بينما المطلوب لا يتجاوز 15 مترا مكعبا في الهكتار. وفي نفس السياق، أوضح السيد مراح أن عقلنة وترشيد استعمال مياه السقي تمر من خلال شرح مصادر المياه الجوفية التي يبقى الفلاحون مطالبون بالتحكم فيها على أكمل وجه. وأكد السيد مراح أن الجزائر تتوفر حاليا على حوالي 600 مليون متر مكعب من المياه المستعملة، مشيرا إلى أن هذه الكمية لا بد أن تستغل بطريقة عقلانية بهدف ضمان تموين متوازن في مجال مياه السقي، الذي من شأنه أن يطور وينمي أكثر القطاع الفلاحي. وأكد نفس المسؤول من جهة أخرى أنه شرع في تحديد عدة مواقع مرشحة لإنجاز حواجز مائية، مشيرا إلى أن تنمية وإعادة تأهيل المحيط المسقي بمنطقة شرق البلاد ستستفيد من قربها من سد بني هارون، حيث أن ما لا يقل عن 42 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية سيتم سقيها في غضون الخماسي 2010-2014 انطلاقا من هذا السد العملاق. وأفاد نفس المسؤول في ذات السياق أن حوالي 36 ألف هكتار بسهول سطيف سيتم سقيها كذلك خلال ذات الفترة.