جدد، سكان مدينة ذراع الميزان الواقعة على نحو 42 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، مناشدتهم للجهات المعنية بالتدخل العاجل لحل المشكل العويص الذي يؤرقهم منذ سنوات، والمتمثل في التلوث الكبير لمياه الشرب التي تصل بيوتهم، والتي جعلتهم يعيشون مخاوف شديدة كون هذه المياه تهدد سلامتهم وصحتهم· أكد، سكان مدينة ذراع الميزان في تصريحات ل ''الجزائر نيوز''، أن مياه الشرب التي تصل إلى بيوتهم مؤخرا تشهد تلوثا كبيرا بنسبة تفوق 70 %، بعدما كانت نسبة تلوثها سنة 2008 لا تتعدى 50 %، فقد أصبح لونها حاليا أخضر قاتم، وأحيانا أخرى يكون بنيا يميل للسواد، وهذا في حالة انقطاع الماء لأكثر من أسبوع· وتعود أسباب تلوث مياه الشرب بذراع الميزان، حسب تصريحات السكان، إلى تزويدهم بهذه المادة الحيوية إنطلاقا من سد ذراع الميزان دون إجراء عملية التحليل ولا التصفية، وهذا الوضع جعل السكان يعيشون يوميا معاناة حادة وقلقا شديدا خوفا من الإصابة بالأمراض التي تنجم عن المواد الملوثة الكثيرة التي تأتي مع الماء، لا سيما وأن العديد من قنوات الصرف الصحي بكل أحياء مدينة ذراع الميزان تصب في هذا السد على غرار قنوات صرف مياه مستشفى ''كريم بلقاسم'' ومختلف المخابر الطبية، زيادة على مياه وفضلات مذبح للدواجن يقع بالمكان المعروف ''أبتوار''· وفي هذا السياق، أشار السكان إلى أن إنجاز هذا السد يعود إلى سنوات السبعينيات بهدف استغلاله في المجال الفلاحي، علما أن منطقة ذراع الميزان تتوفر على مساحات زراعية واسعة، ولم يمض، حسبهم، على إنجازه وقتا طويلا حيث عمدت السلطات المحلية آنذاك إلى إيصال قنوات الصرف الصحي لمدينة ذراع الميزان بهذا السد، واستمر ذلك إلى يومنا هذا، لكن الأزمة التي تعانيها المنطقة في التزود بمياه الشرب دفعت بالسلطات المعنية بما فيها السلطات البلدية إلى إنجاز قنوات لمياه الشرب من السد تربط مختلف بيوت وأحياء مدينة ذراع الميزان بهدف القضاء على أزمة العطش، وحسب أحد ممثلي لجنة الأحياء، وكإجراء أولي قامت ذات السلطات في بداية التسعينيات بتحويل جزء من قنوات الصرف إلى محطة التصفية، لكن ذلك لم يقض على المشكل لأن قنوات الصرف بالجهة الغربية لمدينة ذراع الميزان لا تزال تصب في ذات السد· والمشكل الذي يبقى مطروحا في ذراع الميزان، هو انطلاق أشغال إنجاز محطة تصفية المياه بذراع الميزان منذ عدة أشهر إلا أن مشكل تلوث مياه الشرب لم يحل، بل تفاقم أكثر وبلغت نسبة التلوث 70 %· وإضافة إلى مشكل تلوث السد، فإن السكان أشاروا إلى أن قدم الأنابيب التي تنقل مياه الشرب إلى المنازل هي الأخرى زادت من تلويث المياه كون تاريخ إنجازها يزيد عن 20 سنة· وفي هذا الصدد، أكد أحد أعضاء لجنة الأحياء أن مصالح الجزائرية للمياه لم تقم بتغييرها واستبدالها بالأنابيب البلاستيكية الجديدة· ومن جهة أخرى، أبدى سكان مختلف أحياء ذراع الميزان استيائهم الشديد لعدم تدخل البلدية لحل المشكل بالرغم من أن العديد من لجان الأحياء رفعت لها شكاوى ومراسلات· وبالنظر للأخطار الصحية العديدة التي يمكن أن تنجر عن هذه المياه الملوثة، فإن سكان مدينة ذراع الميزان يطالبون المصالح المعنية بضرورة توقيف أشغال تحويل هذه المياه إلى منازلهم، لكونها مياه راكدة منذ أزيد من 37 سنة، ويناشدون مسؤولي مديرية الموارد المائية والجزائرية للمياه التعجيل في قنوات مياه الشرب التي تربط المنطقة بسد ''كدية أسردون'' الواقع على مستوى المنطقة الحدودية بين ولاية البويرة وذراع الميزان، كما طالبوا بالتكفل بسد ذراع الميزان وإعادة الاعتبار له ووضعه تحت تصرف الفلاحين· هذا وقد أكد مصدر مسؤول بمديرية الموارد المائية بولاية تيزي وزو في تصريح ل ''الجزائرنيوز'' أن أزمة الماء التي تعاني منها كل مناطق جنوب غرب ولاية تيزي وزو ستحل قريبا وبصفة نهائية، وأن سكان هذه المناطق سيتم تزويدهم بالماء الصالح للشرب يوميا، بعد انتهاء مشروع سد كدية أسردون قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية، مؤكدا أن هذا المشروع سيضع حدا نهائيا لأزمة العطش التي يواجهها سكان مناطق جنوب غرب تيزي وزو، بما فيها ذراع الميزان، تيزي غنيف عين الزاوية، فريقات، مكيرة، بونوح، آسي يوسف، بوغني، مشطراس، تيزي نتسلاثة، وواضية·