لا تزال الجرائم الأخلاقية المتعلقة بالإغتصاب تأخذ نصيبها في محاكمنا، حيث أصبحت قضايا من هذا النوع تتداول بكثرة خلال جلسات المحاكمة، والتي تكون في معظمها في شكل جلسات سرية، نظرا لما تحمله هده الملفات من وقائع خطيرة تشكل خطرا على المجتمع فضلا عن الفضائح التي تلحق بأهالي الضحايا، خاصة إذا كانت تتعلق بفتاة ضعيفة تسقط فريسة سهلة المنال بين مخالب وحوش آدمية. في هذا السياق، أدانت إحدى الغرف الجنائية لدى مجلس قضاء الجزائر، في جلسة سرية عقدتها أمس، شابا في العشرينات من عمره ب20 سنة سجنا نافذا. هذا الأخير الذي اغتصب فتاة قاصرا مستغلا صغر سنها وعدم نضجها، فقضى على أحلامها وهي في مقتبل عمرها. وحسبما جاء في قرار الإحالة، فإن المتهم المدعو (ع. عيسى) الذي تغيب عن جلسة المحاكمة لأسباب غامضة في ملف قضية الحال، تعرف على فتاة مند 5 سنوات فأصبحا يتواعدان يوما بعد يوم، لتتطور الأمور مع الأيام وأخذا يتبادلان الزيارات في منزليهما. وفي يوم الحادثة اصطحب المتهم الفتاة القاصر إلى كوخ قصديري بحي سيدي رزين ببراقي شرق العاصمة، وانفرد بها هناك، حيث مكثا فيه مدة أسبوع كامل.. وبعد الشكوى التي أودعها أهل الفتاة، تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على الجاني، حيث صرح في محضر استجوابه بتاريخ أمام مصالح الضبطية القضائية أنه فعلا اغتصب الفتاة لأول مرة، وكان ذلك بمحض إرادتها، بعدما أقام معها علاقة دامت 5 سنوات.. وهي الأقوال نفسها التي أدلى بها أمام قاضي التحقيق بتاريخ 07 /02 /2010، مضيفا أنه بعد الحادثة أصبحت علاقتهما الجنسية عادية، ليحال الملف على غرفة الإتهام التي وجهت للشاب المتهم جناية هتك عرض قاصر، وأحالت الملف على العدالة بالمحكمة الابتدائية بحسين داي. وعلى ضوء هده المعطيات وأمام تغيب الطرفين عن جلسة المحاكمة، اعتبرت النيابة العامة الملف الحالي في غاية الخطورة، لتلتمس من محكمة الجنايات عقوبة السجن تقضي ب20 سنة سجنا نافذا. وفي تلك اللحظة قررت محكمة الحال طبقا للمادة 336 من قانون العقوبات بإدانة المتهم بنفس العقوبة، وهو حكم غيابي في حق المتهم، مع استمرار حجز أمواله وتحويلها على أموال الدولة.