قالت أرملة المرحوم هواري بومدين، أنيسة بومدين، في حوار لها مع صحيفة وطنية أمس، إن زواجها من الرئيس فاجأ المخابرات الجزائرية! الكلام غير صحيح البتة، وهو في الحقيقة يسيء إلى الرئيس الراحل، الذي كان يطبق على نفسه ما كان يطبقه على باقي إطارات الدولة، لأنه وحسب حوار سابق للمرحوم قاصدي مرباح نشر في “الشروق الأسبوعي” سنة 1993 تحت عنوان “فتح صناديق قاصدي مرباح بالراشكلو”، فإن الرئيس الراحل سلم إلى مدير الأمن العسكري آنذاك، قاصدي مرباح، ملفا خاصا بالسيدة أنيسة، وقال له تحقق من سيرة هذه السيدة، لأن إطارا ساميا في الدولة سيقترن بها. قاصد مرباحي، وحسب الحوار المذكور، أخذ الملف وذهب، وبعد أسبوعين من التحقيق بلغه أن الإطار السامي الذي سيتزوج من السيدة أنيسة هو الرئيس نفسه، فما كان عليه إلا أن يتعمق في التحقيق أكثر، لأن الأمر يتعلق برئيس الجمهورية، وبعد أيام من ذلك اتصل المرحوم مرباح بالمرحوم بومدين وطلب أن يراه، فاستقبله الرئيس في بيته، فوضع مرباح الملف أمام الرئيس الذي سأله باللهجة العامية “واش فيه؟”، فجاء رد مرباح سلبيا، إلا أن الرئيس الذي يبدو أنه كان مصمما على المضي في مشروعه، رد على مدير الأمن العسكري ودون أن يفتح الملف قائلا دائما باللهجة العامية “ما تعرفش المثل الذي يقول إن المرأة مثل التمرة امسح وكُلْ”؟ فرد مرباح: نعم أعرفه، لكن عندما يتعلق الأمر برئيس الجمهورية ça ne colle pas. أي لا يتماشى مع رئيس الجمهورية. فقال الرئيس وهو يرتشف نفسا من سيجاره “ça colle.. ça colle”. أي بعبارة أخرى إن بومدين رفض أن يلتزم بنتيجة البحث حول خبرة المخابرات حول السيدة أنيسة. فهل أخفى بومدين هذه القصة على زوجته؟ التي بدت أمس في حوارها وكأنها تجهل الكثير عن قصة زواجها من الرئيس الراحل؟!