اهتزت الجزائر في 2010 على وقع أحداث تدنيس المصاحف في عدد من المساجد بولايات متفرقة من الوطن، وكانت إحدى مساجد ولاية سطيف مسرحا لواحدة من أبشع هذه الأحداث، وتمت عمليات التدنيس بطريقة بشعة ومتطابقة عن طريق تلطيخها بفضلات الإنسان والحيوان، وتمزيقها وحرقها في بعض الحالات، ما أثار شكوكا في كون العملية مدبرة ومنظمة، من قبل جهات مجهولة تريد الإساءة للإسلام، وضرب استقرار المجتمع من خلال هذا العمل الشنيع. ولم تطو سنة 2010 ملف التنصير، رغم تصريحات وتطمينات وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبد الله غلام الله، التي تؤكد أن الجزائر حريصة على تطبيق قانون ممارسة الشعائر الدينية، وأنها لن تتسامح مع كل محاولات التنصير، إلا أن العديد من مناطق الوطن، وخاصة في منطقة القبائل، تشهد حملات غير منقطعة للتنصير، مقابل أموال وإغراءات مادية، وقد أكدت شهادات بعض معتنقي المسيحية، وجود هذه الحملات، فضلا عن انتقالها إلى ولايات أخرى في الغرب والشرق وحتى في بعض المناطق في الجنوب، المعروفة بكونها محافظة جدا. وكشفت الطقوس المسيحية الغريبة عن المجتمع، في احتفالات نهاية هذه السنة، في كثير من هذه الجهات، عن بداية قطف ثمار حملات التنصير في الجزائر، التي ظهرت أيضا في رمضان الماضي إثر تسجيل حالات انتهاك حرمة رمضان جهرا وأمام مرأى الصائمين، في كل من عين الحمام بتيزي وز، التي أحدثت ضجة كبيرة، خاصة وأنها سلوكات لا يفعلها المسيحيون واليهود، خاصة بعد محاكمة المفطرين، التي انتهت بالإفراج عنهم، لغياب نص قانوني يدينهم، وهي المحاكمة التي فتحت جدلا كبيرا بين الحقوقيين حول مسألة احترام حرية المعتقد. وأكدت تداعيات حرق مشروع مسجد أغريب بتيزي وزو، المسجلة في سنة 2010، والتي تعد سابقة خطيرة في الجزائر، تغلغل الفكر المسيحي المتطرف في أرياف منطقة القبائل الكبرى، رغم التطمينات التي تطلقها الوصاية في كل مرة حول هذا الموضوع.