يبدو أن الدولة فعلا جادة في جعل الفساد غير آمن هذه المرة.. فقد قال لي أحد المسؤولين أن مفسدا ظن نفسه آمنا فعمد إلى زيادة تحصين نفسه بهدايا رأس السنة أغدقها صاحبنا على بعض كبار المسؤولين في الدولة.. وبالغ صاحبنا في جعل هذه الهدايا مجزية.. ووصل الأمر إلى حد التبرع بمفاتيح سيارة.. حسب قيمة كل مسؤول! وإن هذا النوع من الهدايا الرشوة.. كانت سببا في فتح تحقيق حول المعني.. ستؤدي بالتأكيد إلى كشف المستور بخصوص ممارسات غير قانونية لهذا الكريم بالمال العام.. حسب قول الشاعر العربي: يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود! والأمر يتعلق بمئات الملايير في مجال الطباعة والإشهار والتهرب الضريبي التي "لهفها" هذا الكريم بالمال العام! وقد يذهب التحقيق إلى حد كشف الاحتيال على أطفال غزة الذين جمع باسمهم مالا وعدده.. ولم يصل منه إلى أطفال غزة سوى أذن الشاة! ويعكف صاحبنا هذه الأيام على القيام برحلات مكوكية إلى عواصم في أوروبا وفي الشرق الأوسط.. الهدف منها البحث عن صيغ ما لتحويل أموال من الجزائر إلى الخارج من أجل الاقتداء بما فعله صاحب قناة نسمة حين حول عشرات الملايير إلى الخارج جمعها من النشاط الإشهاري المشبوه في الجزائر.. وأنشأ بهذه الأموال قناة نسمة التلفزية.. وأيضا مثلما فعل صاحب قناة الخليفة تي. في! مشروع صاحبنا هو فتح قناة تلفزية في الخارج بأموال "الخيرين" في الدولة الجزائرية.. ولا عجب إن دفع هدايا ثمينة لمن يساعده من المسؤولين في الدولة وفي محيطهم كطواقم الذهب الخالص ومفاتيح السيارات ومفاتيح الشقق والحواسيب الفاخرة والتلفزات المهمة.. والبورطابلات المذهبة.. وكل مسؤول وقيمته! لكن يبدو أن صاحبنا هذه المرة وقع في "ابن أمه" فتحولت الرشوة المقنعة إلى نقطة لبداية تحقيق جدي قد يؤدي إلى تخليص البلد من مفسدة آمنة.. أو هكذا يعتقد صاحبنا! وقد تتحول هدايا بابا نوال إلى كلبشات بابا بوليس!