دعا عبد الحميد بوعلاق، رئيس الجمعية الوطنية للإغاثة من الالتهابات الكبدية، وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية للتكفل بالتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه، وتشجيع التشخيص المبكر خاصة وأن الإحصائيات تشير إلى أن شخصا من بين 12 يحمل الفيروس من دون دراية بذلك أشار بوعلاق خلال اليوم الإعلامي الذي احتضنه فندق الماركير، في إطار إحياء اليوم الوطني للمرض، إلى أن المرض يكلف خزينة الدولة أموالا طائلة، حيث يكلف علاج المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي نوع “ج”، 144 مليون سنتيم، في حين يكلفها علاج النوع الثاني 300 مليون سنتيم، بالإضافة إلى إنفاقها على الأدوية والعلاجات المكملة التي تقدر ب50 مليون سنتيم للشخص الواحد. وعلق المتحدث بأن الأموال التي تنفقها الدولة للتكفل بالمرض لن تكفي مستقبلا، بالنظر إلى تزايد عدد الإصابات ومخطط وطني يوقف انتشاره، وتبقى الوقاية هي السبيل الوحيد لتفادي المرض. وأوضح بوعلاق أن مرض التهاب الكبد الفيروسي يعتبر مشكلا بالنسبة للصحة العمومية، وهو ما يعكسه عدد المصابين الذي تجاوز مليون ونصف مليون جزائري. وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن 2.5 بالمئة من الجزائريين مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي الصنف “ب”، بينما بلغ عدد المصابين بالالتهاب الكبدي من صنف “س” ما يقارب 2.7 بالمئة، وهي إحصائيات خاصة بالنساء الحوامل أو المصابين بالقصور الكلوي أو من اكتشفوا إصابتهم صدفة بعد إجراء تحاليل طبية. وأضاف المختص بأن هذه الأرقام قابلة للزيادة في ظل عدم إجراء التحاليل الطبية، وعدم وجود أعراض معروفة للمرض، مشيرا إلى أن المرض صامت ويمكن أن يتعايش مع المريض لمدة 25 سنة دون أن يعرف ذلك، داعيا إلى إجراء التحاليل الطبية كون الإحصائيات تشير إلى أن شخصا من بين 12 يحمل للفيروس، دون علمه بذلك. وبالنسبة لطرق العدوى فهي متعددة ولم يقض عليها بعد، وفي هذا النقطة قال بوعلاق بأن 80 بالمئة من جرّاحي الأسنان لا يملكون أدوات معقمة “وسائل بخارية” في حين أن يعيش الفيروس “ب” لأكثر من 24 ساعة و”س”أكثر من 72 ساعة ما يؤدي إلى نقل العدوى بشكل سريع. من جهة ثانية، لفت المختص الانتباه إلى جملة من العادات التي لا تزال موجودة في المجتمع الجزائري مثل الحجامة، والوشم التي لا تزال تمارس بالطرق التقليدية بعيدا عن شروط النظافة، إضافة إلى قاعات التوليد ومراكز تصفية الدم، مشيرا إلى أن 33 بالمئة من المصابين بالقصور الكلوي مصابين بالتهاب الكبد الفيروسي. من جهته، الدكتور دبزي نبيل ،أخصائي في أمراض الكبد، دعا إلى توفير مراكز للتكفل بعلاج التهاب الكبد الفيروسي قائلا “طلبنا من الوزارة تخصيص 20 مركزا على مستوى الوطن هو العدد اللازم للتكفل بجميع المرضى”، كما دعا إلى توحيد الجهود وتنظيمها والتنسيق بين الجهات المعنية من أجل نتائج أفضل. وفي المقابل، دعا المتحدث المواطنين إلى إجراء التحاليل اللازمة للكشف عن المرض خاصة بالنسبة للمقبلين على الزواج من أجل تلقي العلاج على الأقل 06 أشهر من قبل مشيرا إلى توفر العلاج، بالإضافة إلى وجود لقاح للرضع حديثي الولادة يحميهم من المرض، داعيا بذلك السلطات لتقنين العملية وجعلها إجبارية بالنسبة للمقبلين على الزواج والنساء الحوامل على الأقل.